سليم حمدان : ثلاث “غيبوبات” ..صورتان وفراق أبدي؟

رؤية: رأفت سارة

صورة أولى

رجل ضخم ،وسيم ، شوارب كثة ،عينان تشعان ذكاءا وسطور تفيح عطرا ، جذبتني الصورة ، احببتها ، احببته ..صرت صحفيا مثله، اقتفيت أثره .
حدث ذلك مطلع الثمانينات حين كان يصدر اول جريدة رياضية ورقية ملونه حملت على صدرها اسم “عالم الرياضة”. ودخلت عالمه ،اقتحمته ، احتللته..
مذ رأيت تلك الصورة التي كانت تعلو عمودا صحفيا بت انتظره كل يوم اربعاء ، اصحو مع الفجر ، أراقب مع طلوع الشمس وضحاها امرأة تتوسط عقدها الخامس شعرات شيب وعز غابر لتفتح دكانة صغيرة، لا اعرف ولا اشتري منها غير “الصورة الأولى”.
كبرت وبت صحفيا لاحقا وبات تلميذ الامس زميل اليوم ،ولهذا ركضت الى الوحدات بعدما كتبت عام 1988 أول “كم سطر ” عن تأهل الاردن على حساب الجزائر للأدوار التالية في بطولة كاس العرب للأدوار التالية، ركضت وركضت وهرولت ومشيت اسال عن بيته في الازقة والشوارع والدروب التي تحفظ رائحته وشكله وتخبئ ظله ، لأريه كيف تحقق الحلم الأول وبات على سطور جريدة ،، وبتنا صديقين ، اب لم يتزوج لينجبني وابن لم يتكون من نسله الذي بقيت جذورها على حالها في نخاعه الشوكي ، لكنا كونا عائلة افتراضية رسمتها في خيالي .

صورة ثانية

زرت بيته للمرة الأولى ولم اجده ، كان مكوما في كل ذكرى وصورة ، في كل باج وتذكار وشهادة ،،بحثت عنه في ثنايا الجدران وبين اللحاف والفرشة والسرير الذي جلست عليه كثيرا ،،وبكيت حتى بللت الفراش .
قادتني الصدفة وحدها الى سحاب ، ومن ثم رحت الوحدات ، فجدت منزل “اب الأمس” و”مرحوم اليوم ” باخر شارع مدارس الوكالة ،،وفاحت رائحة الموت ، فتبعتها .
وتبعتني الحاجة سميه وبيسان ابنة اخيها  وحبيبة عمها التي بقيت عاما كاملا تنزل الدرج لتقول له “صباح الخير عمي” و”مساء الخير عمي” ولا يجب عمي ..فتبكي، وبكيت حين حلست على سريره ووسادته واملت ظهري على كرسيه المتحرك ،،وتحركت مشاعري فانهمر المطر.
وانفتحت خانة ذكريات وحضر سليم حمدان بقوة ..ولم يغب الا ل ثوان ليسمح  للدمع ان ينساب الى حيث ينبغي له من العين الى الوجنة فيقترب من الذقن الى ان تمسحه ورقة “فاين” ..وعاد سليم ليتخذ مكانه بيني وبين شقيقته وحماده اخوه وبيسان بنته لكن هذه المرة صامتا، لا يروي القصص التي لا تنتهي، سليم سكت للأبد.
.. سليم الذي كان يأكل البطاطا المشوية ويشرب الشاي ومن بين شواربه الكثه تتبين بعض اسنانه الجميلة ولسانه الاحمر القاني، يضحك وتتناثر بعض لقيمات الخبز وهو يغني “شالو الدو ..وحطو سمير ” ويتداخل كنفاني والزمالك والأهلي ودي ستيفانو مع حكايات الشاطر حسن ونصر وجلال قنديل وباسم تيم ..واغيب في الزحام ، احفظ القصص التي بت ادونها لأرويها في كتاب يختصر حياة المارد الاخضر في 60 عاما ،،،ويمسح شواربه ويفتلها ويبرمها ، ويكمل القصص،،سليم سكت.
بات مستمعا مؤدبا، لا يعترض، ولا يتفوه ببنت شفه، شفاه الحاجة سميه روت لي بدلا عنه، قصة الرحيل، قلبي وروحي واذناي سمعت.. ويدي كتبت ما قالت:-

الغيبوبة الأولى
25/9/2012 .. شهر قبل الرحيل الأخير،،
زيارة مفاجئة من الدكتور جمال الاخرس المختص بالدماغ والأعصاب في مستشفى البشير انتهت برؤية صفار في العين، اشعل الدكتور الهاتف وقرب ضوؤه من عين سليم فعرف ما لا ينبغي معرفته ؟؟
احضرت انا وسهيل ابن اخي الاسعاف وأخذناه عنوة الى مستشفى البشير وكان الاطباء يعرفونه، يحفظون تفاصيله عن ظهر قلب، وان لم يلتقوه وكذا الاردن وليس جمهور الوحدات فقط.
تورمت قدماه وتغيرت بعض ملامحه فنقلناه الى مشفى المدينة الطبية وبعد الفحوصات تبين ان كل شيء طبعي ..فرح وعاد لما دأب عليه “الكتابة” ونثر الفرح عبر السطور…والاغاني في سيارة العودة، في عمان الغربية اوقف التاكسي ليشتري اول زجاجة “ميراندا خضراء ” ..ميراندا خضراء لم تصل الوحدات بعد ” كان ذلك يوم 18/9/2012.
ويوم 24/9 اي بعد 6 ايام عاد لمستشفى البشير حاملا مرض التهاب الكبد وبعض امراض اخرى مرافقة ، لكنه اصر على العودة للجريدة ليكتب ، ليحتضن قلمه ويقدم كرشه للأمام ويعدل ظهره ويضع القلم الازرق ما بين السبابة والوسطى ويخط ، لكني تعاركت معه ، وتطور العراك .
سليم الصحفي يريد ان يذهب لرؤية ما يعشق “جريدة الوحدات” ونريد ان يشفى سليم الانسان ،،وبعد ان وصلنا لحل وسط ، يذهب للجريدة ونصطحبه للمستشفى ، وهذا ما كان وهناك وبعدما اطلع الاطباء على تقارير المدينة الطبية قالوا الوضع طبيعي لكن نريد اعادة الصور للاطمئنان .
وبخفة وبدون ان يقوم من علي كرسيه ارجع ظهره للخلف وبسرعة البرق التقطت اول صورة اشعة ووسط كل ذلك كنا نلهيه بشرب العصير والكلام ليستجيب للصور والكلام الطبي.
والكلام الطبي سمعته بعدما طلب مني الطبيب ان اكون قوية ، قال اشياء كثيرة وعرفت ان الكبد بات دائرة صغيره لا تحتمل الجسد المنهك وان خلايا الكبد تالفه و”متشمعة بالشمع الاحمر ” وانه سيمر بثلاث غيبوبات ، الاولى يعصب فيها وينجو منها وكذا الثانية ، اما الثالثة فستكون الاخيرة ..وصرخت في جهري وسري ، ومت معه من يومها.
وبدأت اشرس المعارك مع المرض ومع سليم الصحفي الذي يريد ان يكتب ويأبى المكوث في المستشفى ، ولجأنا ثانية لحلول الوسط ، يذهب صباحا للجريدة ويعود حين يفرغ منها للمستشفى ، وكان.
ودخل في الغيبوبة الاولى ، بعدما انهك جسده الصغير من الألم ، فعرفت و”تفعفلت” وصرخت خارج البيت، في المستشفى بقي يقظا ثلاثة ايام لا ينام ولا انام ، ولا يأكل او يشرب فقط يمسك يدي ويقول لي “يئوم” وهو اسم الدلع -ان شئتم- الذي اختاره لي منذ الصغر فكبرت وكبر وبقي الاسم صغيرا علي وعليه ..لكنا ادمناه!
وادمن شرب مدرات البول حتى تنظفت السوائل من جسده فصحى من الغيبوبة الأولى على وقع خدمات جليلة بات يقوم بها نادي الوحدات ممثلا بالدكتور فهد البياري والمدرب عزت حمزه ..اللذان اصرا على اخذه لمستشفى الاستقلال وهناك بقي المرحوم نايف المعاني يبث حلقة خاصة عن مرضه من على سرير المرض وهواتف الناس وزهورهم تسبق امانيهم بالشفاء ..بات ظاهرة كما قال لي الممرض. بتاريخ المستشفى لم يأت زوار بمثل هذا العدد ولم تقطف ورود وتجتمع على شكل باقات بهذا الحجم ولم يتوقف رنين الهاتف فانهكت الشواحن ..وحين تحسن اعدناه للبيت !.
الغيبوبة الثانية
يوم 25/9 اي في اليوم التالي صار يعصب فعرفت انها الغيبوبة الثانية ، فقلت في سري “الله يستر من الثالثة ” واضطررت لأخبار اهلي كي يحتملوه لكنا اخفينا عنه، واعلمنا إدارة الوحدات بالنبأ فاصروا على اخذه لمستشفى الاسراء هذه المرة، وطلب الدكتور العراقي ان لا يزوره احد حتى لا “يضوج” فيموت ان عصب،،ووقفت على باب الغرفة واغلقتها بيدي ومنعت مئات الزوار عن رؤيته مغشيا عليه غير واع لشيء ،،أحضرت ادارة الاخضر الادوية وكان من بينها ابر ب2000 دينار وطلب زياد شلباية من الاطباء ان يزرعوا له كبدا ولو كلف ذلك 60 الف دينار لكن الطبيب اخبر الادارة بان حالته لا تسمح بذلك مطلقا ،،وحين تحسنت حالته ، عاد للبيت .
وطلبت منه اختي ان يصلي وكان يحب الصلاة لكن خوفه من عدم نظافته من نجاسة البول وما يليه، لم تكن تسمح له بالصلاة او قراءة القران وكان يحب سورة يوسف ويحفظها عن ظهر قلب ويتلوها بعد كل حمام يوم جمعة او وسط الاسبوع الذين يقوم بهما اخوه حمادة ؟
وخوفا من نوبات غضبه وكنا نعرف انها الأخيرة التي تؤدي الى القبر ،،تدرجت اختي بشرح موضوع الصلاة بقصة سيدنا بلال وكيف طلب منه رسولنا الكريم ان يريح المسلمين بها، فسر، وطلب الراحة فجاءته، بات صلي بنا ونصلي وراءه ..على كراسي مثله .
وبات “ينقلنا” الكلام فنكتبه ونطلب زملاءه في جريدة الوحدات فيأتون ليأخذوا ما كتب ، وكتب شاكراً معدداً فضائل ادارة الوحدات وجمهوره والشبان والاطفال الذين كانوا يصافحونه ويحمدون الله على سلامته بعد خروجه من المستشفى حتى يوصلونه لمبنى النادي …وبعد 9 أيام، بدأت ملامح الغيبوبة الاخيرة.

الجمعة
طلب ان يصلي الجمعة في عز البرد، خاف ان تدركه الصلاة فلم يصبر لحين وصول سهيل ابن اخيه وكان يريد الوضوء فيما وضأت سليم بنفسي بماء زمزم ولففته باللحاف، وأصر على ان يذهب لمسجد المدارس، فاضطررت لإنزاله الى عتبة البيت وسقت عربته حتى رأى سمير ابن جارنا المختار فعرف وقاده بنفسه الى المسجد، فصلى وعاد مسرعا به الى البيت، بوجه اصفر وعصبيه غير خفية بدأت تزداد حتى وصلت حدتها قبيل المغرب، وكنت صائمه انا واختي فصعدنا لتناول الافطار ببيت اخي ونسيت ان اخبر اهلي بان لا يدخلوا احداً عليه كما طلب مني كيما لا يغضب .
وهو كاد ان يغضب قبل ايام لان الدكتور جمال توفيق أهداه كراس ومكتبة خشبية مميزة جديدة وكان يحب ان تبقي كراسيه القديمة في مكانها ويحب مكتبته الاولى لاتساعها وذكرياتها معه ، كما احضر له سريرا كهربائيا غير سريره الذي يعمل بطريقة يدوية، فطلب من مهديه ، بدلا من ذلك ، ان يهديه صورة يعلقها في صدر البيت وكانه يعرف بانه “زائل” فيريد ان يبقى بعض رسمه على الحائط!

يوم السبت كتبنا له كل شيء، وذهب للجريدة حسب طلبه لكنه عاد بعد ساعات
– وكان يذهب من المنزل فلا يعود الا بعد ان ينهي كل ما يتوجب عليه فعله- ويوم الاحد قام بنفس الفعل لكنه بات اشد ضيقا وكنت افعل المستحيل حتى لا يغضب فافتقده
وفجر الاثنين كتب لأخر مره في حياته ما نقلنا اياه حرفيا ” فوز الاخضر انعش رصيده” ولم ينتعش رصيد سليم بعكس الاخضر، بل ازدادت حالته سوءاً، رغم انه أكل الخضار المطحونة وتناول كل دوالي العنب، وكنت اسلق له المأكولات واجنبه الزيوت فطلب مني من نهاني الدكتور عنه – حبة فلافل – رفضت وأصر ، قال انني ان لم افعل فسيشتريها من الباعة لكن في سندويشة ملآى بالشطة والمزعجات، فرضخت وفتتها، لكني فوجئت بحمادة يحضر له “سيخ” كباب ساخن ودجاج طبقا لراي بيسان ” عشان ما يموت وبنفسه شيء” .
الثلاثاء.. لم يقوى على تناول ال11 حبة دواء ورجاني ان لا اكملها ففعلت، وفجأة صار يناديني “يمه ” واناديه “يابه” ونام ليلته كما لم ينم من قبل، لم يتقلب او يصحو ، ففرحت اختي وحزنت اخبرتها بان هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة، وعصفت الدنيا بي، حين انتهى من قراءة القران وتركته لأفطر في بيت اخي ، وكنت واختي صائمتان فحضر المرحوم عمران الشايب وابن أختي محمد ودخلا عليه وكنت نسيت ان اخبر الجميع برغبته بالوحدة والانعزال ، فسمعت صراخه عليهما فهرعت وانا صائمة اليه وطردتهما بغضب، لكنه هدأوطلب منهما البقاء لكني عرفت انها “الزعلة الاخيرة ” فدخل في غيبوبة يوم الاربعاء وبقيت جانبه ابكي وجاء الدكتور جمال وطلب الاسعاف وصرخت بهم اريده ان يموت بجانبي ، فنهروني وكانوا يريدون ان يعالجوه لأخر نبض في عروقه، وحضرت سيارة الاسعاف ، فزعلت لأنه اوصاني بان يموت في بيته ولم اقاوم رغبتهم وغضبهم وحتى غضبه وكان يقاومهم ..يتشبث بي وخنته، فرحل للمستشفى ومعه من جاوره لاحقا عمران الشايب، ورحلت معه وطرد الاطباء الجميع واستثنوني وابقوني بجانبه، هبط ضغطه صار 20 ثم 19 ف18 اذ لا دم يصل الدماغ ليغذيه، وفي الهزيع الاخير من الليل نظر الى وضحك ولم ارى اجمل من عينيه، ولسانه ، رايته من بين شاربيه ، وحين تحقق مني اشاح وجهه عني للجهة المقابلة.
وحل الخميس وارتقى الحجاج الى جبل عرفة ووصل صوتهم الى غرفته المحاذية للمستشفى بالبشير وحين اتخذوا مكانهم في الثانية ظهرا فوق الجبل فاضت روحه معهم فحلق بعيدا.

عرفات ثاني
وحزنت الاردن على الخبر العاجل ، سليم مات، وبقي الاعلان طويلا على “التيكرز” واحتلت الناس المستشفى، والمقبرة التي بقيت الناس فيها من صلاة الظهر الى ما بعد المغرب ، جاءوا من ذات راس والكرك ومعان والطفيلة واربد والرمثا وعمان والزرقاء وبكى سلطان العدوان حتى ابتل، واقترح مباراة تكريمية توزع ريعها على الفقراء والمحتاجين، وخذله فيها البرد والجمهو – ولم اخذله ، بقيت امشي بجانب رأسه وأطوف الى قدميه في المستشفى وحين رأيت منظر الجموع وهي تعلو ارتال من الطين والتراب كانت مجهزة لدمل القبور صرخت “وقفة عرفات ” وقالت الناس “جنت سميه”!
وجن جنون عيسى ابن اخيه فرمى المسبحة السمراء وكان عمه يقول له احسب عليها عدد الاهداف حين يلتقي فريق قوي بفريق ضعيف، اراد ان يبقى شيء منه عنده، وظل اسبوعا يبكي ويتحدث معه، يجيء الى غرفته .
ولم أهدا الا حين زرته ومجموعة من النساء وشممت رائحة عطر لم اشمها في حياتي، لا هي “رجالية ولا نسوية ” ليست مني ولا من اية امرأة اخرى ، وكنا نشمها فنسائل ..من وضعت العطر ونحن في حالة حداد؟
وفوجئت بعبد الرحمن ابن اخي وقد شم الرائحة فتبعتنا بنت اخي التي كانت تجمع الحصى من جانب تراب القبر وتحتفظ به لليوم وقد شمت العطر الغريب أيضا، وحين حدثت أهلي ظنوني جننت وإذا بعبد الرحمن يقول لهم، لا لم تجن ، انا شممت العطر ايضا؟
وفاح العطر من قبر الرجل الذي كان يردد في الايام الثلاثة الاخيرة متمتما ولا احد يفهمه غيري “مع الشهداء والصديكين ” ويقصد الصديقين” .
فاح العطر من الرجل الذي عرفت لاحقا انه كان يأخذ الدنانير فلا يعود بها للبيت واظنه اكل وشرب وإذا به يطلب العشاء حين يعود فعرفت لاحقا من نساء زرننا ولا نعرفهن انه كان يتصدق عليهن، وان لم يحمل امال اقترضه وسده اخر الشهر ، المهم الا تعود ايديهن فارغة .
فاح العطر من الرجل الذي زارني في المنام وبجانبه فتاة طويل شعرها ممتد حتى يغطيها وقبلته في الحلم أول مرة ثم نزلت عن سريره العالي وعدت اليه دون ان المس الفتاة التي اغاظتني ، ،،فعرفت انها دنيا كتبت لي، وحور عين كن بجانبه والله أعلم .
مات الرجل الذي كان ايقونة عشق وحداتية
مات من كتبوا عنه “حامي الذاكرة “.
مات من سلمني شارة اكمال ما وصل اليه من ارشيف لكرتنا المحلية ،،،ووعدته ان اكمل ما اختطه لنفسه من طريق.
مات وبقيت للان ، أتساءل، من سيكمل الطريق الاطول والأشمل الذي يمتد ليطال الاندية كافة، من بعدي انا..من؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.