علي الحبسي

كتب: رأفت ساره
أفكار كثيرة جالت بفكر حارس مرمى منتخب سلطنة عمان علي الحبسي وقدماه لم تطئا مطار أوسلو بالنرويج بعد.. كان يجلس في الطائرة وأحلام الاحتراف بنادي لين تطارده، وهم نقل صورة مشرفة عن اللاعب العماني والخليجي وقبل ذلك الانسان العربي المسلم يراوده.
عقارب الساعة كانت تشير للرابعة والنصف مساءا حين تبدد ضوء الطائرة في عتمة الليل المبكر في البلاد الباردة التي يطول نهارها وليلها أحيانا اكثر «من اللازم” ويقصران كذلك «اكثر من اللازم” على الاقل في خيال ابن العشرين عاما القادم من بلاد يندر ان تنزل درجات الحرارة فيها عن حاجز العشرين فكيف به يلاقي فريق «بران” في اجواء ماطرة أربع مرات تتلقف فيها شباكه في كل كل مرة منها أربع كرات، الا في آخر مرة يلعب أمامهم – مودعا – حيث فاز فريقه (2/صفر)!

وقبل الوداع الأخير لم يشأ الحبسي أن يغادر أرض أوسلو الا وهو محطم أكثر من رقم قياسي أهمها لقب أفضل حارس مرمى لموسمين طبقا لاختيار صحيفة «فيجا” وللاتحاد النرويجي أيضا بعد ما حطم الرقم القياسي الذي بقي صامدا عشرين عاما في الدوري النرويجي حيث اهتزت شباكه 21 مرة في 26 مباراة ومعه وبه حقق لين فوزه الأول على فريق روزنبورغ الشهير أوروبيا (3/2) بعد 14عاما من مسلسل خسائر وتعادلات امام الفريق الذي عذب يوفنتوس ودورتمويد وهزم ميلان اواخر التسعينات والأهم انه نقل لين من فريق مهدد بالهبوط لموسم 2002-2003 الى فريق يحتل المركز الخامس بالموسم التالي وللمركز الثالث في آخر موسم لعبة معه وفيه صعدا لنهائي كأس النرويج حيث خسروا بشرف 1/2 أمام بران بالذات لكنهم هزموا فريق العاصمة الاكثر شعبية كونه يمثل العمال والفقراء (فولارينجا) بعد 20 عاما من التعادلات والخسائر امامه.

واللافت ان كل ذلك الألق جاء بعد بداية متعثرة للحبسي امام فريق برنيا الذي هبط للدرجة الثانية حيث تلقفت شباكه أربعة أهداف لكن كل ذلك تغير في لحظة عابرة بكثير من الجهد والتصميم والارادة والاهم تشجيع نحو 300 من افراد الرابطة الاسلامية الذين وقفوا في كل مباراة وراء الحبسي وامام آلات تصوير مصوري الصحف واجهزة التلفزة الذين كانوا يتركون للآلتهم التصويرية مجالا واسعا لالتقاط تعابير ثلة من عرب ومسلمين يأتون بازيائهم التقليدية واعلام بلادهم الوطنية ومنها علم السلطنة الذي اعتاد ان يحمله احمد او عبدالعزيز شقيقا علي كلما زارا النرويج حيث اعتادا ان يؤازراه هناك تماما كما فعلت أمه وشقيقتاه اللتين صفقتا بحرارة لابداعه في التصدي لكرات فولارتيجا في أول ديربي للعاصمة يلعبه ابنهم الذي لم ينس تلك الزيارة الحانية كما لم ينس عبدالعزيز كلمات أمه الخائفة على ابنها من كثرة وشدة الاحماء حيث تصدى الكثير من الكرات قبل ان تبدأ المباراة ولسان حالها يقول «اذا كان الاحماء هكذا فماذا سيفعل عليا أثناء المباراة التي انتهت بالتعادل (1-1)

 

بعدما سجل لين هدف التعادل بالدقيقة 88 لكن الامور سارت سيرا حسنا تماما كما سارت معيشة علي الذي تعرف عليه شاب مغربي اسمه «عبدالله” اثناء تسوقه بمحلات رئيس النادي وبعد نحو شهر ربطت بينهما صداقة حميمة كان من نتائجها ان اصبحت عائلة عبدالله المكونة من زوجة دنماركية وولدين «يونس وزكريا” عائلة لعلي نفسه، فعندهم طاب المقام بل ان اجهزة التلفزة التي كانت تصور كيفية اداء علي لمشاعر الصيام والصلاة كانت تتم في بيت عبدالله الذي بات أبا حانيا على الحارس التارك لعائلته الحقيقية التي تتكون من تسع بنات وستة اولاد يمارس الرياضة منهم (حارب وعلي) في مركز حراسة المرمى وأنور وراشد في مركز الدفاع وكان قد سبقهم سليمان لتمثيل منتخب العاب القوى

 

وبذا تكون العائلة مصبوغة بالرياضة التي توجها علي بالحصول على ما لم يحصل عليه بقية اشقائه من حذوة وشهرة قد يعود الفضل فيها للفكرة الألمعية التي خطرت لشقيقه عبدالعزيز مدرب كرة القدم بجامعة السلطان قابوس الذي انتبه لشغف علي بالشهرة والاضواء فحوله من مركز المهاجم بنادي المضيبي الى حراسة المرمى حيث كانت نقطة التحول في حياة الشاب الذي جرب نفسه في بطولة جامعة السلطان قابوس قبل ان تحط به الرحال مع نادي النصر لتكون مباراة نهائي الكأس التي خاضها امام جارهم ظفار شرارة الألق التي فتحت ابواب الاحتراف امام الحارس الذي قدمه مدرب الحراس السابق بمنتخبنا الوطني جون بوريج لمكتب وكيل الاعمال بيتر هاريسون اللاعب الانجليزي الذي يحمل وكالة اللاعبين السويدي جوديونسون من تشيلسي ولوكاس نيل من ملاكيرن والفرنسي داكورت من روما والحارس الفنلندي باسكولينا حارس مرمى بولتون الذي انتقل اليه علي مطلع شهر يناير ولم يلعب له حتى الان وهو يأمل ان ينال حظا ولو بسيطا باللعب ولو 10 مباريات في الكأس من الدوري ذلك ان وجود الحارس الفنلندي ياسكولينا الذي لعب 10 سنوات قبل ان يتم اختياره كثاني افضل حارس مرمى في الدوري الانجليزي بعد بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي والذي يرى الحارس الحبسي انه الافضل واللعب لخلافته امرا مميزا يستهويه ولا يشعره بالقلق خاصة وان الحارس الثالث وولكر حارس مرمى انجلترا سابقا كان قد صرح بان فرصة لعبه بوجود هذين الحارسين بات شبه معدومة!

ورغم صغر سنه (24 عاما) يتحلى الحبسي بالحكمة والصبر فهو يعتبر ان حارس المرمى يعطي كلما كبر وان مجرد اللعب في دوري كبير يعد انجازا ينوي علي ان يتوجه باللعب أساسيا في قابل الايام خاصة وانه نال التشجيع الكافي من زملائه العرب في فريقه «راضي الجعايدي وميدو ونور الدين النيبت« من فريق توتنهام والاخير كان سعيدا جدا بوجوده في «البريميرلييج« وقد أثنى علي الحبسي كثيرا وشجعه اكثر ليكون كما يقال عنه في انجلترا مميزا على الاقل في الكرات العرضية حيث شهد له حارسا المرمى في النادي الذي يضم لاعبين من 18 جنسية يعاملون معاملة حسنة في ناد يحرص على احترام الشعائر الدينية الاسلامية بدليل عدم تقديمه لحم خنزيرا ومشروبات روحية في وجبتي الافطار والغداء اليومية فيه اكراما لمشاعر علي وراضي الجعايدي والسنغالي المسلم عبدالله فاي والحجي ضيوف.
والحبسي معجب بالجمهور الانجليزي بدرجة اعجابه بالنجم الفرنسي تيري هنيري «المتواضع« كما رآه حين صافحه في المباراة امام الارسنال وكان ذلك أشبه بحلم تماما كما كان التدرب مع نجوم مانشستر يونايتد «فابيان بارتيزدريان جيجز وفان نيسترلوي وآولي سوسكيار« عام 2000 حين كان ذاهبا للاحتراف مع مانشستر سيتي حيث لم تتح له فرصة الانتقال لان عمره كان اقل من العمر الذي يسمح بنيل ورقة العمل التي تخوله باللعب بالدوري الانجليزي الذي يطلب أيضا تصنيفا متقدما لبلد اللاعب وهذا ما لم يتوفر للحبسي وقتها حيث كانت السلطنة تحتل المركز 75 عالميا.

كما لم يكن الحبسي مشاركا في اكثر من ثلثي عدد المباريات مع الاحمر الذي كان يحرس شباكه وقتها سليمان خميس المزروعي.
كان لا بد من اللعب بالدوري النرويجي كان هاما للتدرب على الاجواء الاوروبية وقبل الدخول في محطة التدريب الانجليزي الهامة التي احبها بعدما نال اهتماما واحتراما اداريا وحتى شعبيا لبلاده التي كان ولا يزالحريصا على اظهارها بالصورة المشرقة من خلال تصرفاته واخلاقه والتزامه وحتى من خلال حمله الدائم لصور جلالة السلطان وللعلم العماني الحاضر الدائم معه. ناهيك عن الاحترام لدينه حيث اعطى صورة ناصعة عن المسلم الملتزم وهذا ما جعلهم يصورونه صائما وقائما يصلي على اعتبار انه اول مسلم يلعب بصفوف الفريق الذي ودعه خير وداع في المباراة امام فريق «بوذا جليمنت” حيث كتب الجمهور النريجي له عبارة «شكرا جزيلا” باللغة العربية وكان ذلك مسك الختام من الجمهور لمن حرص الحبسي على تمثيلهم خير تمثيل تماما كما مثل الحبسي العماني خير تمثيل لينال كأس احسن حارس مرمى في كأس الخليج بالكويت والدوحة وليتوج ايضا بلقب افضل حارس مرمى خليجيا في استفتاء اجرته قناة الكويت وثالث افضل لاعب عربي كما صنفته مجلة الحدث اللبنانية فيما اختارته مجلة النيوزويك في قائمة الـ100 المؤثرين بشعوبهم.

وعلي كان ولا يزال مؤثرا في جيل صاعد يرى صورة في الشوارع على يافطات الاعلان تماما كما يراه نجما يحرص على الالتقاء في الاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وبكل الفعاليات التي تخطب وده ليكون قدوة ومثالا في نفوس كل الحالمين بمجد كروي كبير.
ويحرص علي على اقتناء أحدث صيحات الماركات العالمية في اللباس كما يحرص دائما على الالتقاء بعائلته والتواجد معها وهذا ما سيسعد غالبا «زوجة المستقبل« التي سيعلن عنها هذا الصيف.
ويعتبر علي وعائلته نادي المضيبي عائلتهم الكبيرة ففيه ومعه مثل عمان بكأس الخليج بالرياض كما سبق له ان مثل منتخبي الشباب والناشئين حين كان مع الفريق الذي تعاون معه كثيرا او ساعده على الظهور بالشكل اللائق بنفس الدرجة التي ساعده ناصر حمدان عضو لجنة المنتخبات الوطنية.. لكن المساندة والدعم الاكبر له جاء من قبل الشيخ سيف بن هاشل المسكري رئيس الإتحاد العماني السابق الذي اوعز البعض بضرورة الدوام خلال يوم عطلة كيما لا يخسر مقعده مع نادي لين الذي كسب من خلاله حب كثير من العرب له الذين «حن دمهم على دم اخيهم” كما حن صديقه المغربي عبدالحميد عليه من اجل ان يقدم اكبر دعم يمكن لزميله بالشقة علي حيث كان يترجم له كل ما يقال عنه ناهيك عن حماسته والاهم تعليمه كيفية الطبخ المغربي وشرب الشاي بالنعناع على الطريقة المغربية التي بات يتقنها علي كثيرا كما بات يتقن اكثر واكثر مهمته في الذود عن مرماه ببسالة.

ALI AL HABSI TRANSFER HISTORY
FROM TO DATE FEE
Bolton Wigan 15 Jul 2010 Undisclosed
Bolton Wigan 04 Jul 2011 £4.0m
Wigan Brighton 31 Oct 2014 Undisclosed
Wigan Reading 15 Jul 2015 Undisclosed
Reading Al Hilal 17 Jul 2017 Undisclosed
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.