دحام عقيدات

صدفة قادته للملعب وأخرى جعلته مشهوراً.. وحلماً كبيراً تنامى مع الأيام وصار حقيقة تحول بعده دحام عقيدات (12/8/51) من حكم شعبي إلى دولي مشهود له بالكفاءة والنزاهة، وصدفة ثالثة قادته للاحتراف بلبنان.. وحقد ومؤامرات ساهمت في طي صفحته من ملاعب التحكيم لكن حبا يملأ الصدور اسكنه القلب والوجدان ثانية، وسطوراً منحتها للراحل الذي استشهد وهو يحاول انقاذ ابنته من الحريق فسار معها الى الرفيق الاعلى ..لكنا ننشر هنا وثيقة ضد النسيان   للحكم الدولي منذ عام 90.
السبت
كنت اقف الى جوار ملعب مصفاة البترول، فوجئت بيد تمتد نحوي صاحبها يقول يا أخ.. (بتعرف تحكم) قلت له (نعم)  فأعطاني صافرة أخذها من حكم اللقاء الشعبي الذي أثير حوله (هرج ومرج)  وبدون تردد أدرت اللقاء.
.. ولما كنت أسكن بالهاشمية القريبة من المصفاة ظلوا يطالبون بي.. في الحقيقة أعجبني ذلك وأعطاني الشرارة لكي أكون حكماً.
ولهذا تقدمت عام 81 للاختبارات كحكم مستجد فنجحت بتفوق علما بان وزني كان أكثر من 100 كغم وعندما شاهدتني اللجنة قالوا بأن هذا لن يصبح حكماً بسبب زيادة وزنه حيث سمعتهم، مما جعلني أتحدى نفسي واقوم بتخفيض أكثر من 24 كغم من وزني.
بعد انتسابي لدورة تحكيم جرت بالزرقاء وشارك بها ممدوح خورما والشيخ عادل صالح كمراقبين أعجبوا بأدائي وخاصة عادل صالح الذي قال أنني أفضل من تقدم للدورة مع أنني لم أكن حكماً رسمياً.
وبنا عليه فقد عينني لإدارة مباراة تحت سن 13 سنة وأنا لم أكن حكماً رسمياً مسجلاً بسجلات الاتحاد، كانت تلك أول صدفة فتحت لي باب الدخول لعام التحكيم.
الأحد
تدرجت بالتحكيم وكنت أحكم بالدوري الممتاز بالرغم من أنني بالدرجة الثالثة وفي عام 87 أصبحت حكماً بالدرجة الأولى.
وكنت مساعد حكم ثان في مباراة الوحدات والفيصلي وكان يحكم اللقاء للساحة اسحاق أبو علي وأحمد العزازي.. وبعدما قام اسحق أبو علي بطرد لاعبين من الفيصلي تم الاعتداء على عليه ليدخل على أثرها ذلك المستشفى.. وكان مراقب المباراة ممدوح خورما قد عرض على العزازي إكمال المباراة فرفض وبعدها جاء إلى وقال (تكمل المباراة) واذكر اني قلت له (الجبان يموت باليوم 100 مرة والرجل يمون مرة واحدة ) أعطاني الصافرة وأكملت المباراة بتألق مما جعل مبارة الفيصلي والوحدات مطوبة باسمي بالتخصص الى ان اعتزلت!!
الاثنين
بعد عودتي من الدورة العربية 92 التي جرت بدمشق وقيادتي بنجاح تحدثت عنه الصحافة العربية لمباراة مصر وسوريا التي كان متخوفا عزت الهواري العضو بالاتحاد العربي من أسندها إلي،  لكنه غير رأيه بعد المباراة كما غير رأيهم آلاف المتابعين الذي أثنى أغلبهم على أدائي وصرت علما في حياتهم.. بعد كل هذا النجاح ولمرض نفسي كان يلم برئيس لجنة حكام سابق أحب أن يذلني كما أعتقد ولهذا عينني حكما ساحة في مباراة للدرجة الثالثة على ملعب (الطوال الجنوبي) فما كان مني إلا أن ذهبت لافوت عليه فرصة الاعتذار وبالتي أصدار عقوبة بحقي فيفوت علي فرصة التحكيم بنهائيات الأندية العربية بقطر والآسيوية بالمنامة.. لكني فوت ذلك عليه وكنت سعيداً جداً حين دخل الملعب بمنتصف الشوط الثاني رجل طاعن بالسن ظننت في البداية أنه قادم ليضربني، ولهذا كنت مستعداً جيداً للقائه لكني فوجئت به يسألني أنت دحام عقيدات اللي حكمت مباراة مصر وسوريا قلت له (نعم) فما كان منه إلى أن احتضنني وقبلني.. فترك في نفسي أثرا عظيماً.
الثلاثاء
كنت أدير مباراة بالدرجة الأولى بالزرقاء وبعد بداية المباراة بقليل نظرت إلى يدي وإذا بالساعة غير موجودة عليها. لقد وضعت بموقف محرج اضطرني لتكملة كل الشوط وأنا  انظر لمراقبي الخطوط عليه يرشدونني للوقت.
الاربعاء
عشت أسوأ يوم بحياتي في نهائيات الأندية العربية بالقاهرة.. أصبت بالحصوة في لبنان واردت الاعتذار بسبب الألم عن الذهاب لمصر لكن وتحت إصرار رهيف علامة ذهبت وبنفس اليوم الذي وصلت فيه قيل لي بأن هناك اختبارات للياقة البدنية مما جعلني أخبرهم بحقيقة وضعي ،عدا عن أنني لم أجد غرفة لي فسكنت بغرفة الحكم السوري فايز البيطار.. حاول الحاج مصطفى كامل تفهم الوضع أو هكذا اعتقدت لكني فوجئت بهم وبعد نصف ساعة من الإحماء يقولون بأن علينا الذهاب لاختبار بملعب الكلية العسكرية بعدما فقدنا قدرتنا أثر الصعود بالباص والنزول منه والإحماء مرة ثانية وبسبب تزايد الآم معدتي وأخبارهم بوضعي الصحي قمت بتدريب خفيف لمدة 12 دقيقة ولما كان المطلوب قطع 2700 وكنت قطعت 3170م لكنهم قرروا فجأة إعادة الاختبار فاعدته مع على بوجسيم وبنفس اليوم عينت حكما لمباراة أولمبيك خريبكة المغربي والقادسية السعودي مما جعل (أخبار المساء) تشيد بأدائي الحسن.
الخميس
خلال أسبوع واحد سنة 90 حصلت لي ثلاثة أشياء جميلة أهمها أني رزقت بابني (ليث) وترفعت لرتبة نقيب بالجيش وأصبحت حكماً دولياً لأول مرة.
الجمعة
دخل ابني فارس سلك التحكيم .. وتدرج فيه لكن خروجي من لجنة الحكام وبسبب فتور العلاقات مع أمين سر لجنة الحكام الذي يثير إشاعات كان مفادها بأن فراس لا يحمل شهادة التوجيهي (الشرط الأساسي بالتحكيم) مع أنه كان يدرس بمعهد البوليتكنيك فكيف دخل المهد لو لم تكن معه شهادة الثانوية العامة.. المهم وفي ساعة صفاء وبسبب المؤامرات التي تحاك ضدي قرر أن يترك سلك التحكيم فترك في نفسي غصة لأني كنت أتمناه معي.. فلا زلت أذكر أنني اشتركت وإياه في مباراة الطوال وقد بدأ عليه الارتباك لأنه يحكم مع أبوه المعروف ولا يريد  أن يخطأ أمامه  من جهة ومن جهة أخرى كان يود أن يقول لي بأنه يعرف الكثير عن التحكيم.
وهذا التدخل في إعطاء الأوامر للعقل جعله يقوم ببعض الهفوات وعندها كنا أسارع لتهدئته بالإشارة حتى أدى اللقاء بشكل ممتاز.. لقد سارعوا باغتيال حلم حكم صغير واعدموا رغبتي بالاشتراك مع ابني جنبا لجنب في مجال واحد.
صندوق الحقائق
–  أول حكم أردني يحترف التحكيم
– محاضر عربي وآسيوي
– عين رئيسا للجنة الحكام أكثر من مرة
– شارك بالعديد من المباريات والبطولات على المستوى المحلي والقاري والدولي( في 8 نهائيات عربية وآسيوية، وهو رقم قياسي لحكم دولي كان على القائمة لمدة ست سنوات فقط)
وكذلك أدار (4 نهائيات أندية عربية و ثلاث نهائيات آسيوية و نهائيات دورة الوحدات العربية)
– رفض التحكم في إندونيسيا، ليبيا، مصر، أيران ، السعودية اليمن، سوريا، الإمارات، البحرين، عمان، قطر، لبنان، ولمرات عديدة في كل دولة في تلك الدول.
-قام بتحكيم مباريات الدوري في الأردن، ليبيا و قطرو لبنان
– اختاره الاتحاد اللبناني لإدارة المباريات هناك ولمدة 5 سنوات.
-أهم المباريات التي ادارها
– مصر و سوريا نصف نهائي الدورة العربية 92
– كوريا الجنوبية و سوريا – نهائيات آسيا 90
– الترجي التونسي و الشباب السعودي في نهائيات الأندية العربية قطر
– النصر السعودي و الهلال السوداني
– إيران و سوريا
– قطر و لبنان بإيران
– الأنصار و النجمة لبنان
– الفيصلي والوحدات أكثر من 15 مرة
– السعودية و عمان 90 الطائف
– السد والاتحاد قطر
– السد والعربي الكويتي
كوريا _ اليابان 94

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.