أحمد الروابده

 

انتشرت في المانيا قبل عامين مقولة مفادها ان ” المدرب العالمي مثل جوارديولا يدرب ميونخ والمجتهد مثل يورجن كلوب يدرب دورتموند أما المدرب الذي يصحو باكرا مع العمال فيدرب فولفسبورغ والكلام كان عن ديتر هايكينج ”

وفي المانيا عاش أحمد محمود الروابدة نحو ستة اشهر وكان المتحدث الرسمي باسم المدربين العرب الذين درسوا في معهد لايبزيش – اشهر معهد رياضي في العالم في الثمانيات والتسعينات والمحدث فريقها الان اكبر مفاجاة في اوروبا – من امثال المصريين مجدي طلبة وهشام يكن ومدرب الرمثا السابق محمد شبرق والتونسي عمار سويح والعماني سلطان مبارك والفلسطيني غسان بلعاوي ومحمد الصباح وغيرهم .

 

وفي الصريح القرية التي تكبر يوما بعد يوم وتصحو مع شروق الشمس ، لعب الروابده “1/8/1962″ مع ناديها وتنافس مع اندية من طراز ” القادسية والبقعة و شباب الحسين وشنلر وجرش والعربي والكرمل” بالفترة ما بين 1976 وحتى موسم 1984 ، قبل ان يعود اليهم مدربا ليساعدهم في الصعود للدرجة الأولى بعدما اعتزل اللعب اثر حادث سير احاط به وهو في القوات المسلحة التي حاز فيها على عديد الدورات كما لعب قليلا بوجود المدرب والقائد حسونه يدج…درب نائيهم وشبابهم أيضا .

كما درب المنشية ما بين اعوام 2004 وحتى موسم 2006 وكان ينافس بضراوة معهم للصعود للأضواء، وتلك كانت حاله مع فريق الشيخ حسين “2010- 2014” حيث صعدوا للأضواء التي افتتحها بنتائج مميزة في بطولة الكاس الافتتاحية بعدما اوقعتهم القرعة بمواجهة فرق كبيرة ، نجح معها في تحقيق ما هو اقرب لمعجزة .

فبدلا من استقبال عشرات الاهداف إذا بالفريق يخسر مع الوحدات بركلة جزاء معادة في الدقيقة 87 ، وكادت الامور تنجح أمام الفيصلي حين سجل محمود العواقله هدفا لكن رد الفيصلي كان ثنائيا ، وفي الثالثة زادت جرعة الثقة فخسر الفريق من الرمثا 2/3 ما يعني التطور الهجومي الذي تاكد بالفوز على فريقه الام الصريح قبل ان تميل الكفة للتعادل مع الجزيرة فحقق الشيخ حسين اول اربع نقاط في حياتهم في رحلة الصعود للدور الثاني بدوري المجموعات لتلك البطولة التي انتهت رحلته مع الفريق بعدها لخلافات ادارية ، لكنها نجحت في تكريس شخصية مدرب يعرف قراءة المباريات جيدا ، خصوصا أمام الفرق الكبيرة ، فبدا ندا قويا لمدربيها ولاعبيها.

ومن الشمال توجه الى السلط حيث طلب اليه قيادة فريق يترنح ويكاد يهبط للدرجة الأدنى فثبتهم بالدرجة الأولى ، بعدما تحولت الخسائر الى انتصارات بدءا من الاسبوع الخامس وحتى نهاية الرحلة السعيدة.

عاد طائر النورس الى سمائه الشمالية البارده فدرب نادي الطيبة وهناك اختلف سريعا مع الإدارة فحط الرحال فيما بين اربد والزرقاء وتحديدا في المفرق حيث حمل حلمه الكبير بانعاش رصيد فريق السرحان النقطي

تمهيدا لنقله لمصاف دوري الأضواء لتكون الدرسات المتقدمة التي وصل اليها “مستوى A” والتي تعادل المستوى B الآسيوي قد اثمرت ، سواء في السرحان أو في اي ناد كبير ممن تخطب وده ، حيث يمكن ان يكرر ما فعله رالف هازنهاتل الذي صعد بدارمشتات لمصاف الكبار في المانيا قبل ان يودع الأضواء معهم لتخطفه أنظار فريق لايبزيش الذي يتصدر الدوري الالماني في اسبوعه الثاني عشر، فهل يكون العسكري صاحب التعاليم الصارمة احمد الروابده النظير المشابه لهانزنهاتل الالماني في الاردن ان اتيحت له فرصة تطبيق ما يحلم ويفكر به دون تدخلات خارجية ؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.