سعد الحياصات: مواطن أردني بسيط ينافس أمراء النفط ..على منصب آسيوي!

 

كتب: رأفت ساره

اعتاد الجزء العربي من آسيا أن يغمض عينيه وأن يفتحهما على أمناء ورؤساء كثيراً من اتحاداته ولجانه من الأمراء والشيوخ واصحاب السمو والمعالي ..وفي العشرين من الشهر الجاري، قد يجد الأسيويون العرب رئيسا لإتحاد العاب القوى ،،منهم

من ذات الشوارع والأزقة التي يتمشون عليها ،

رئيسا “يأكل الطعام ويمشي في الأسواق” ..دون ان يجد ثلة من خدم وحشم يعدون له الطعام والشراب ولم يتبقى لهم سوى “إختراع” الات تنزل الطعام للمعدة وتهضمة الخ. رئيسا لم يهبط عليهم ببراشوت السطوة والجاه أو الثراء الفاحش ،،

رئيسا كان ذات يوم ، مثلم ، يرسير  وينتظر أوامر المدربين حافرا بيديه جبال المجد  في لعبة متيم بها ، رئيس – تبعا لكل ذلك – يحس بما يحسون ويتألم لما يتألمون ،،تماما كميشيل بلاتيني وجورج وياه “رئاسة ليبيريا” و فيتالي كليتشكو​  بطل العالم  بملاكمة الوزن الثقيل أو حتى الممثل الساخر  فولوديمير زيلينسكي​  المترشح لرئاسة أوكرانيا.

يحدث كل ذلك في بلاد ديمقراطية ، فهل ستفتح قارة آسيا نوافذها لرياح التحضر أم ستبقى حبيسة الشيوخ والأمراء المحملين بثروات غير معروفة المصادر أو شيوخ يستعينون بخدم وحشم ليعلمونهم ما ينطقون فيتحولون لببغاوات تعيد ما يقال أمامها دون ان تعرف عنه شيئا ،

لكن ما الذي يعرفه سعد الحياصات وما الذي بناه بالصبر والتعب والعرق ليرشح نفسه لإنتخابات قارة صفراء ، في مواجهة مباشرة مع رئيس الاتحاد الحالي القطري دحلان الحمد، على هامش بطولة آسيا للرجال والنساء التي تقام بالدوحة.

إنجازات الحياصات

  • سيتذكر التاريخ الرياضي المحلي ان لحياصات يد الفضل في إستضافة الاتحاد للكونغرس الآسيوي الذي انعقد في عمان في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، بعد عدة أشهر من انتخاب المجلس، بحضور رئيس الاتحاد الدولي سابستيان كو والذي اكد دعم اتحاد اللعبة تبعا لانجازاته بتجهيز ملعب ومضمار خاص به، وهو الذي تم تدشينه في مادبا، وتم خلال الاجتماع تكريم أبطال المنتخب الوطني ومدربيهم العائدين للتو من بطولة الناشئين العربية في تونس بغلة وفيرة من الميداليات، لاسيما شريف العطاونة ومدربه عطا البلوي لفوزه بذهبية 3000م بزمن 8:34:77د ، عليا بشناق ومدربها حسين الفضي الفائزة بذهبيتي 400م بزمن56:76ث، و200م بزمن25:18ث، ونور القاضي ومدربها احمد المصري الفائزة بببرونزيتي الوثب الطويل5:20م والوثب العالي1:54م..
  • توالت الانجازات النوعية في عام 2018 لألعاب القوى في عهدة حياصات، حيث كانت الغلة وافرة في بطولة الناشئين والناشئات العربية التي استضيفت في عمان، ورغم المشاكة الواسعة التي وصلت الى 300 لاعب ولاعبة، حل منتخب القوى بالمركز السابع برصيد قد حصد ١٢ ميدالية بواقع ثلاث ذهبيات وفضيتين وسبع برونزيات، ليمهد الطريق امام الغلة الأكبر في بطولة غرب آسيا التي اقيمت في عمان في تموز (يوليو) 2018، وسجل انجازا غير مسبوق بخطفه كأس المركز الثاني بالمجموع العام وتدشين 37 ميدالية ملونة، بواقع 10 ذهبيات، 12 فضية و15 برونزية بفارق الميداليات الذهبية عن البحرين التي خطفت المركز الاول في البطولة التي شاركت فيها 7 منتخبات.
  • لم تخل أجندة مشاركات 2018 من انجازات القوى النوعية، عندما تأهل الواعدان سامر الجوهر وعبدالله المليفي الى اولمبياد الشباب بالأرجنيتين، التي جرت في تشرين الأول (اكتوبر) 2018، حيث خطفا الارقام التاهيلية وكان اول من مثل الأدرن في الدورات الأولمبية للشباب، حيث حصل الجوهر على برونزية سباق 800م بزمن ١:٥٢:١٠د في بطولة آسيا للناشئين، ثم تبعه المليفي بالتأهل الى سبق 4كم متر الريفي، وما تزال الانجازات تنتظر القوى في بطولة آسيا للرجال والسيدات في نيسان المقبل في قطر، في الوقت الذي يتحضر فيها الاتحاد لاستضافة ماراثون برعاية شركة عالمية، وألتراماراثون العالم بالعقبة نهاية العام الحالي، في خطوة مهمة نحو العالمية ما يؤكد اهمية المكسب القاري في ترشح حياصات لمنصب الرئيس في جولة جديدة من انجازات القوى المحلية.

مكاسب وطنية عامة

المتتبع لحضور اتحاد ألعاب القوى سواء بالتاريخ القديم الذي تولى فيه حياصات رئاسة الاتحاد، وقبل عاصفة المشاكل التي لفت اللعبة وفرضت سنوات غياب قصرية امتدت من 2013-2017، نجد ان

  • أدار زاوية أهتمام العالم والقارة الصفراء لألعاب القوى المحلية، من خلال نجاحه في قيادة ملف اللعبة لإستضافة ضاحية آسيا، وبعدها بطولة العالم التي واصل جهوده حتى اللحظات الأخيرة للظفر باستضافتها
  • أنهى في انتخابات مجلس جديد لإدارة اتحاد القوى، قبل عامين مسلسل الخلافات التي امتدت لولاية انتخابية تقريبا
  • بولايته حطم شريف العطاونة الزمن اللازم للحصول على ذهبية سباق 3000 م بزمن وقدره 8:35:49 ، متجاوزا الرقم السابق 8:53 فتاهل لنهائيات بطولة العالم في كينيا جنبا الى جنب مع البطلة الذهبية عليا بشناق نجمة منافسات 100 و 400 م القارية ” وصلت بشناق إلى نهائي منافسات 100 م بعد حصولها على المركز الثالث وتحطيمها لرقم قياسي محلي جديد بزمن قدره 12.31 ثانية وكذلك و بسباق 400م الذي سجلت فيه رقما قياسيا جديدا بزمن 56.73، لتكون مشاركتهما برفقة تمارا عرموش في بطولة العالم بالشهر التالي ثاني انجازات اتحاد القوى الجديد، في الوقت الذي كان فيه البطل مصعب الومني ومدربه كمال المومني يجلبان برونزية دفع الكرة الحديدية في البطولة العربية بتونس 16:85م في شهر تموز (يوليو) 2017.

نظرة أخيرة

يبحث الحياصات عن مكسب مهم للرياضة المحلية عامة وألعاب القوى خاصة، وسط زحام وسطوة منافسه  القطري حمد دحلان الحمد تبعا لتواجده في سدة القرار الآسيوي والعالمي لعدة سنوات،ليتوج 12 عاما من عضوية مجلس إدارة الاتحاد الآسيوي تسلم من خلالها رئاسة لجنة اختراق الضاحية لـ6 سنوات فيه، والحياصات- الذي لم أكن أعرفه ، ولليوم أزعم اني لا أعرفه ، الا من خلال جلسات بسيطة تجمعنا بين الحين والآخر ،،اكتشف في كل مرة بعدها اننا نتعارف للمرة الأولى وربما الأخيرة ..فانت لست الصحفي المتخصص بنقل أخباره ويتتبع خطواته ، مع ان ما يربطنا من عمل يفترض هذه الجزأية – هذا السعد الذي لعب كرة القدم بنادي عمان عاما او عامين قبل ان يرتحل لدراسة القانون في المغرب ، كان ولا يزال محبا لألعاب القوى ..وهو لايريد من جمهور الرياضة الكبير بالاردن والذي يعرف الكثير عن كرة القدم ، سوى قليل من الدعم ولو حتى بالدعاء أو التلويح باليد لرجل عصامي بنى نفسه بنفسه غير متكىء على إرث عائلة ولا وصاية أمير أو نتاج ملكية ..فهو ترعرع في الميدان وركض في السهوب والجبال ..ولا يزال مصمصما على الركض في غابات من الأفكار البورجواية التي تتحكم في الجزء المهم من آسيا ، على أمل ان تلتفت هذه القارة البائسة يوما ما للمبدعين من ابنائها كما يحدث مع اليابانين ، فقد ترى في شغفه وإجتهاده ومثابرته ، بذرة خير تعد بثمر وفير !

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.