الوحدات والرمثا :لقاء أول، موعد فغرام .. حب من أول نظرة **

 كتب: رأفت ساره

*1* رسميا تأخر لقاء الوحدات بالرمثا موسمين ، الرمثا لم يكن موجودا بدوري الأضواء حين صعد الوحدات  للممتاز موسم 1976 وفي العام التالي حدث العكس ، لذا فان لقاؤهما لاول مرة تم قبل نحو 38 عاما وجاء يوم 24/9/1978..وكلاهما كان في عنفوان قوته .

الوحدات حل ثالثا بفارق نقطتين عن الاهلي البطل 13 نقطة والرمثا ثانيا بفارق نقطة 12 يليه الوحدات بمشاركة الفيصلي حيث سبقه للمركز الثالث بفارق هدف 14-13 وهي اول واخر مرة تتصارع 4 فرق على اللقب ويحسم بفارق نقطة بين كل فريق واخر .

ملامح قوة الوحدات بدات بالتعادل1/1 مع الفيصلي العجوز الهرم الذي كان يبدل جلده ليبدا مرحلة جديدة من حياته الكروية ، وتقريبا كانت تلك حالة الوحدات الذي بدا يستشعر كبر سن كثيرا من لاعبيه .  

ذكريات الرمثا

*2* كان في بداية تشكيل أكبر قوة مرعبة في حياتة الكروية حتى الان بوجود نجوم كبار يقودهم المدرب علي الشرع وهم في حراسة المرمى غازي الياسين وأمامه فتحي الشرع ومحمد خير ديباجه ورياض شبيط وعمر ايوب وقاسم سماره وسامي عبيدات وفي مقدمة المقدمة المرحوم خالد الزعبي ووليد الشقران ومحمد عبد المجيد سماره ولهذا تغلب الرمثا بهدف تاخر 90 دقيقة وجاء في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع وبقدم الهداف المرعب والملهم بان واحد وليد الشقران “والد اللاعب علاء الشقران – الجزيرة” وهو صاحب قدم قوية ويكفي ان تعلم انه قد سجل هدفا من مسافة بعيدة بموسم 1982 بمرمى ميلاد عباسي الفيصلي ظلت المجلة الرياضية تضعه في مقدمه ترويجها للمجلة ل5 سنوات متتالية.

*3* بدا الرمثا بالتخلص من اكبر جيرانه واقدمهم الحسين حين رد خالد الزعبي على هدف حابس الزيناتي اما وليد الشقران فسجل هدفا بديعا في الدقيقة 81 من قذيفة هائلة ملئت شباك المرحوم سامي سعدات.

*4* بعد الفوزين على الحسين والوحدات بدا وليد الشقران التسجيل مبكرا بمرمى سمير مولود الجيل لكن الهداف الكبير وليد مولا نجح في خطف نقطة منهم ربما كانت كفيلة بتوجه اللقب نحو الرمثا الذي فاز ايابا وبهدف من الخارق للعادة وليد الشقران الذي وصل لكرة ميته قبل المدافعين ولف 90 درجة وسدد باعلى اقصى الزاوية اليسرى لسمير مولود وسجل هدفا عالميا.

كما راوغ ثلاثة من مدافعي الفيصلي في اللقاء الرابع ثم ارتمى على الارض لشدة الانهاك وصعوبة نقل ثقل جسمه للاعلى وفي اللحظة الحاسمة وقبل الوصول للارض وحين تهافت عليه المدافعون غمز الكرة لخالد الزعبي الذي تكفل بهدفي الفوز 29 و84 ، كما تكفل بالتسجيل مرتين في مباراتي الاهلي الذي خطف اللقب لان هناك “اختراع” اسمه احمد خليل ،،فراح اللقب عن الرمثا وعادت الجمال والنوق الى موطنها حيث لم يقدر الله لها ان تذبح ابتهاجا باول لقب تاخر لثلاثة مواسم متتالية.

وليد الشقران وخالد الزعبي كلمتي السر بالرمثا

الوحدات

*5* أما الوحدات فقد كان يقوده المدرب عزت حمزه وقد تكون من باسم تيم محمد خميس للمرمى، وللدفاع: وليد قنديل ،سلامه الرزاز،مصطفى أيوب،يعقوب ذياب،ماجد بسيوني (ولعب جلال قنديل احياناً بمركز القشاش خلف رباعي الدفاع) وفي الوسط تواجد خالد سليم ،عمر سلامه،نادر زعتر  اما في الهجوم فقد لعب غسان جمعه وخالد ذيب. وكان معهم  (الناشيءبكر جمعه،درويش المنسي، عصام الرمحي ،عثمان القريني،سائد شريف وعثمان معروف)

*6*  عسكر للمرة الأولى، اسبوعا في غرفتين بمعهد الوكالة بناعور،مستغلا عطلة العيد وما يتبعها، وبجهود ذاتية، حمل اللاعبين أمتعتهم المنزلية وذهبوا بها للمعسكر وقامت اللجان الاجتماعية والكشافة بمساعدتهم لإعداد المأكل والمشرب المعسكر سهر عليه المدرب عزت حمزه وقام بالمساعدة فيه المدرس عبدالرحمن الحوراني الذي يسجل له عدم تركه المعسكر حتى لحضور حفل زفاف شقيقتهإذ طبق النظام الصارم الذي فرض على الجميع.

كان المعسكر سريا حتى أن ذوي اللاعبين لم يكونوا يعرفون أين أبناءهم ولهذا، لم يكن سهلا على النجم الكبير حسونه يدج أن يعرف أين نصر قنديل وهو الذي كان يريد لاعبا من كل نادي ليلعب في اعتزله.

*7* بعد باسم تيم، وقعت عيون الأخضر على غسان جمعة الذي كان يلعب لمنتخب فلسطين في بطولة الشرطة العرب بدمشق (77) وصدف ان جاء لزيارة أحد اقاربه في البقعة ولمحته عين سليم حمدان الذي ذهب بسيارة سامي دحبور واحضره للنادي واسكنه الغرفة الثقافية قبل بدأ الدوري.. بشهرين.

وكان جمعة حدثا ما بعده حدث فقد تغيرت القوة الهجومية للوحدات منذ أول لقاء خاضه هو والفريق أمام الفيصلي، الذي كان يلعب له محترف مصري” أبو الدهب” جنبا الى جنب مع  علي مهاوش وباسم مراد وإبراهيم مصطفى وغيرهم وخطف الأخضر أول نقطة (1/1) من هدف غسان جمعه الذي أضاع هو ورفاقه أمثاله واكتفى الأزرق بتسجيل الهدف بواسطة علي مهاوش من خطأ ارتكبه يعقوب ذياب الخارج لملاقاة ابراهيم مصطفى بكرة مشتركة اخفق في تقديرها فراحت للرهوان الذي سجل بكل هدوء بمرمى باسم تيم هذا التعادل لم يرضي الفيصلي التي اعتبر الأمر مهزلة ما بعدها مهزلة إذ من شأن تعادل مع قادمين من مجهول بنظرهم ان يفسد كل شيء .

 وبدا الأمر كفوز امريكا على انجلترا في بواكير كاس العالم، وفيما ظن صحافي ان النتيجة ارسلت خطئا أو معكوسة الى أوروبا على اعتبار ان بريطانيا لا تقهر من كبير فكيف بأمريكا تهزمها، قامت بعض الصحف المحلية بكتابة تحليلات عدائية إذ اعتبروهم مجموعة أرانب يقودهم أسد،في حين اعتبرت مدرب الفيصلي أسداً حتى وهو يقود مجموعة أرانب.؟

*8* واكتمل ثالوث القادمين من خارج الأردن بضم توقيع مصطفى أيوب الذي كان  يدرس في مدارس الوكالة في سورية وكان يلعب لنادي الكرامة وتحتم عليه المجيء للأردن بطرق التوائية أحيانا قبل أن يحصل على الجنسية الأردنية”مؤقتا” ليصبح أحد أبرز فرسان دفاعها لمواسم عديدة قبل استقراره في السعودية فاوروبا حاليا ‍‍‍‍‍.

*9* حين خسر الفريق أمام الرمثا (1/0) في الوقت الضائع بكى اللاعبون بكاءهم على عزيز فقدوه وخرجت بعض الصحف بعنوان غنائي من مقطع لأغنية أم كلثوم ” ..لا تقل شئنا فإن الحظ شاء” وسعدت الناس بالعرض الاخضر الساحر وأخذوا اللاعبين لفندق فخم بعمان للعشاء فيه لإعادة المعنويات اليهمالبكاء والسؤال عن الغائب كان دليل حماس وانتماء أعطت الإشارة الأولى لميلاد أسرة واحدة.

*10* ساهم ذلك بخطف نقطة من الأهلي الذي كان وقتها بطلا استثنائيا خارقا على مستوى عال جداوشهدت المباراة حشدا جماهيريا كبيرا صفق طويلا لباسم تيم الذي قدم مباراة للذكرى ولوليد قنديل الذي استغل عرضية شقيقه الأوسط جلال فدكها برأسه في الشبكة على طريقة الكرات الساحقة بلعبة الكرة الطائرة.

*11* وخطف الفريق أول فوز له بالأضواء أمام الجيل في أول مباراة لعبها مصطفى أيوب وسجل فيها الأشقاء الثلاثة من الأصغر للأكبر الأهداف، إذ بدأ وليد ثم جلال وبعد نزول نصر ومن أول كرة لمسها سجل هدف الفوز العزيز ‍

*12* وأنزل الوحدات الهزيمة الوحيدة بالأهلي البطل عندما سجل غسان جمعة وخالد ذيب هدفين.

*13*ودخلت الكلاب البوليسية لإستاد عمان للمرة الأولى في المباراة ضد الجيل التي ظلت سلبية في كل شيء حتى عندما أطلق حسين سليمان صافرة النهاية التي كان وقتها مهاجم جيلاوي على الأرض اعتقد الإداري وليد الاسكر أن باسم تيم هو من أوقعه ولهذا ركض نحوه ولما نبه الجمهور تيم قام الأخير بضربه بحركة كاراتيه مما أهاج الجمهور الذي تسلق شيك الملعب ليضرب الاسكر قبل أن تفض الشرطة الاشتباك على خير وسلام.

*13* وحقق الأخضر أكبر فوز له (0/5)على الحسين إربد الذي كان يصارع من أجل عدم الهبوط هو والفيصلي الذي حسم الأمر مع الجيل وقد اشترطت احدى الجهات غير الرياضية عدم إشراك غسان جمعه وباسم تيم في اللقاء الذي لم يكن يعني الاخضر شيئا ولهذا سافر مصطفى أيوب لسوريا وطلب خالد سليم إجازة لعمل رحلة مع أصدقائه فتم السماح له وكان ذلك يوم أربعاء ممتلئا بالأمطار والضباب مما جعل الجميع يعتقد ان لقاء الجمعة هذا لن يتم ولكن العكس حصل إذ حملت الشمس مفاجأة للأصفر الذي حضر رغم غياب باسم وغسان وسلامه الرزاز ومصطفى أيوب  وعمر سلامه برقم قياسي بلغ 5 أهداف بدأها جلال قنديل وتبعه نادر زعتر والبسيوني والوجه الجديد عصام الرمحي ،كما تصدى محمد خميس بديل باسم لركلة جزاء سددها هاني حتامله.

** هذا التقرير من كتاب” ذكريات الوحدات” لذا فان عدم الاشارة للكاتب او سرقتها تعني الوقوع في مساءلات قانونية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.