سفينة الوحدات تبحر بأمان في مياه العقبة الراكده!

أبو اليزيد غيث

اقترب الوحدات كثير من حسم لقب الدوري وبات بحاجة لنقطة من 6 من لقائيه أمام اليرموك والجزيرة أو تعثر الفيصلي أمام الأهلي وفاز الوحدات بثلاثية على العقبة وقد توقع الجهاز الفني للوحدات تمترس لاعبي العقبة أمام مرماهم واللعب على الهجمات المرتدة ولذلك اراد الكابتن جمال محمود تشكيل جبهة هجومية قوية من خلال تقارب الخطوط وصياغة الجمل الهجومية من الأطراف والعمق على حد سواء وهو ما نستنتجه من تغييب رأس حربة الصريح والدفع بعبدالله ذيب ومن أمامه حسن عبد الفتاح في منطقة العمق الهجومي ،،،

ولكن العقبة لم ينتهج أسلوبا دفاعيا بحتا بل لعب مباراة مفتوحة وبخاصة بعد ان تلقى مرماه الهدف الأول وهنا اضطر لاعبو الأخضر للعودة للخلف للمساندة الدفاعية وهو الأمرالذي تسبب باتساع رقعة اللعب وهنا اضطر حسن عبد الفتاح للقيام بدور رأس الحربة الوحيد والمطالب بمشاغلة المدافعين وهو ما لا يتناسب وطبيعة لعب حسن ،،، ومع ذلك اجتهد حسن كثيرا للنزول إلى العمق والأطراف بهدف طلب الكرة مما قلل من خطورته كثيرا لاختلاف المهمة المخطط لها عن واقع المباراة ،،، ورغم ذلك استطاع الوحدات تنفيذ بعض الهبات الهجومية نتج عنها تسجيل الهدفين الثاني والثالث ،،،

ولعل أكثر ما يعاب على الفريق في الشوط الأول هو الاحتفاظ الزائد بالكرة من بعض اللاعبين عوضا عن التمرير المباشر الذي يجنبهم الاحتكاك مع لاعبي الخصم مثلما يسرع من تنفيذ الهجمات ،،، فمسألة الاحتفاظ بالكرة بعض الشيء لمنع الخصم من امتلاكها شيء ومسألة الاحتفاظ الزائد بها عند تنفيذ الهجمات شيء اخر ،،، مثلما بدا واضحا ثقل حركة الباشا وبدرجة أقل خطاب ولكن في المجمل الفريق قدم شوطا جيدا وبخاصة من حيث التعامل مع الفرص المتاحة للتسجيل ،،،

وفي المقابل شهد الشوط الثاني تراخيا كبيرا من اللاعبين وبخاصة في الجانب الدفاعي ،،، فغالبية لاعبي خطي الوسط والهجوم كانوا يتعاملون مع الكرة بنرجسية عالية تسببت بفقدانهم الكرة مرات عدة لتتحول إلى هجمات خطيرة للعقبة ،، والمشكلة الأكبر انهم لم يرتدوا للقيام بالواجب الدفاعي بشكل فعال بل كثيرا ما قاموا بملاحقة حامل الكرة بشكل صوري ومن المؤكد أن ذلك ليس لنقص في اللياقة البدنية فحسب بل بسبب الاستهتار الزائد لكون الفريق يتقدم بثلاثية نظيفة ،،، وبالطبع في مثل هذه الظروف لم يستطع رجائي واحسان حداد منع العقبة من تنفيذ عدة هجمات خطيرة من خاصرتنا اليمنى بسبب سلبية يزن ثلجي في أداء الدور الدفاعي في وقت كان يلعب مرجان على الورق كلاعب ارتكاز ثان ولكنه كان مشغولا بشكل اكبر في المساهمة الهجومية ،،، وهنا استطاع لاعبو العقبة الوصول بشكل متكرر إلى مرمى شفيع الذي انقذ ببراعة العديد من الكرات العقباوية مثلما أهدر مهاجمو العقبة أكثر من فرصة للتسجيل بسبب رعونتهم قبل أن يسجلوا هدفا انصف مجهوداتهم الهجومية وإن كان من ركلة جزاء ،،،

ومن الملاحظات السلبية أيضا أن محمد الباشا وطارق خطاب ، وكلاهما يفتقر للرشاقة والسرعة في الارتداد ، كانا يندفعان إلى ملعب العقبة سوية مع كل ركلة ركنية أو كرة ثابتة يتحصل عليها الوحدات في ملعب خصمه ،، وكثيرا ما ارتدت الكرة إلى ملعبنا أو أنها لعبت بشكل طولي من حارس المرمى لتتحول إلى هجمات خطيرة من عمق الدفاع الوحداتي بسبب تأخر قلبي الدفاع في العودة ،،، والسؤال المطروح هنا ، النتيجة تشير الى تقدم الوحدات بثلاثية ، والباشا وخطاب وإن كانا مميزين بالكرات الهوائية إلا أن نسبة تسجيلهما ضعيفة جدا لعدة أسباب لسنا بصدد مناقشتها الان ،، فلماذا المغامرة على حساب انفتاح الدفاع وبخاصة أن الفريق وفي مقدمته الباشا وخطاب ليسوا في فورمة بدنية عالية ؟؟؟ على الأقل كان يفترض بهما التناوب على المشاركة في الجانب الهجومي لضمان حماية مرمانا من الهجمات المرتدة التي كثيرا ما هددت مرمى شفيع ،،،

للأمانة فهد اليوسف ويزن ثلجي وسعيد مرجان لاعبون مميزون ولكن يعاب عليهم جميعا الاحتفاظ الزائد بالكرة والوقوف عليها كثيرا في وقت يفترض فيهم تسريع الهجمة مما يخلق فرص تسجيل أكثر ،،، ولربما هم اكثر من فقدوا كرات في مباراة اليوم وبخاصة ثلجي وبدرجة أقل مرجان ،،، فغالبية الكرات التي كانوا يقفون عليها نتج عنها هجمات غير خطيرة للوحدات أو أنها قطعت منهم وارتدت هجمات عكسية على مرمى شفيع ،،، وفي المقابل فإن الهجمات التي نفذت بالتمرير المباشر والسريع كثيرا ما أوصلت لاعبينا إلى مرمى العقبة بشكل سلس وجميل ،،، نتمنى ان يعي اللاعبون بأن الأولوية في كرة القدم للتمرير المباشر والسلس لا أن يرهق اللاعب نفسه وزملائه من خلال احتفاظه بالكرة أو تمريرها بنرجسية تسهل من مهمة الخصم في قطعها ، وهذا لا ينفي أن المرواغة ضرورية في بعض الحالات مثلما يفعل ثلجي في الهجمات المرتدة التي يتأخر زملاؤه باللحاق به ،،،

في المقابل قدم أحمد الياس ورجائي عايد واحسان حداد مباراة رائعة وهم مع شفيع من نجوم المباراة حقيقة ، فلم تغب الحماسة والقتالية عن أداء الياس في كافة مراحل المباراة وهو من حفظ ماء وجه الفريق في العديد من المواقف وسط توهان دفاعي غير متوقع ،،، في حين أن رجائي قام بدوره بشكل مميز في الشوط الأول دفاعيا ومن حيث التحكم في ايقاع الفريق وفي الشوط الثاني تميز كثيرا في مسألة البناء الهجومي في حين تراجع أداؤه الدفاعي قليلا بسبب الفراغات التي كان يتسبب بها عدم قيام لاعبي الخط المقدمة بواجبهم الدفاعي على أكمل وجه من ناحية وبسبب تأخر طارق والباشا في العودة في بعض الهجمات المرتدة من ناحية اخرى ،،، وأما احسان حداد ورغم أنه كثيرا ما اخترقت جهته بسبب عدم المساندة الدفاعية إلا أن أنني تمنيت لو أن الفريق بكافة أفراده يتنبهون إلى كيفية تعامل احسان مع الكرة ومع الموقف ، فهو أكثر من يعرف جيدا متى وكيف يرواغ ومتى يندفع بسرعة ومتى يهدىء اللعب ومتى يرفع الكرات العرضية ،،،

اعتقد أن الجهاز الفني تأخر في سحب عبد الله ذيب التائه في مباراة اليوم رغم تسجيله هدف السبق ،،، فوجوده مع حسن ومرجان وكلاهما يجنح للعب في العمق على مقربة من قوس منطقة الجزاء ألغى وجود عبدالله مثلما أن زملاءه قليلا ما يتبادلون الكرات معه ، وبالتالي فلا هو لعب في مركزه المفضل كلاعب جناح ايسر ولم يقدم شيئا كصانع العاب خلف المهاجم ،، وهنا تمنينا لو تم اشراك أنس العوضات على حساب عبدالله أو فهد اليوسف وتغيير مراكز اللاعبين مما يعطي الفرصة للاعب الشاب وفي ذات الوقت يقوي من جبهتنا اليمنى دفاعيا وبخاصة أن النتيجة مطمئنة وتسمح باشراك أحد اللاعبين الشباب على الأقل في مباراة جماهيرية كهذه ،،،

وفي النهاية نقول حقق الفريق الأهم ،،، نبارك لجماهيرنا الحبيبة هذا الفوز الذي يقربنا من اللقب وكل الاحترام لكل من وقف خلف الفريق وواصل الهتاف له طوال شوطي المباراة وهذا ما نتمناه دوما ،،،

العقبة أدرك أن الأسلوب السليم أمام “متصدر الدوري” هو انتهاج دفاع المنطقة ومراقبة مفاتيح اللعب، فشاهدنا الحارس أنس الخلايلة وأمامه لعب الرباعي محمود مشعل ومنذر جا وفابريسو وأحمد أبو انجيلة وانضم إليهم في الواجب الدفاعي طارق القماز وربيع البريمي، إلا أن الخطورة الحقيقية ظهرت عبر الثلاثي ربيع البريمي وأحمد عريان وأحمد أبو جادو الذين حاولوا جاهدين اختراق السواتر الدفاعية الوحداتية وتمويل المهاجم الوحيد عدي خضر بالكرات اللازمة.

أجمل بداية للوحدات كما ي شير تقرير السبيل عندما سجل من أول فرصة الهدف الافتتاحي فهذا الياس يرسل كرة عرضية قابلها عبدالله ذيب برأسه في الشباك الهدف الأول عند الدقيقة “8”.

حاول العقبة بعد الهدف بأسلوب واحد وهو التسديد البعيد عبر نجمه العرسان دون جدوى، وهو ما أقلق الوحدات وأجبره البحث عن التعزيز فسدد مرجان كرة قوية ارتمى عليها الخلايلة، قبل أن يعود اللاعب ذاته ويمرر كرة متقنة سددها يزن ثلجي بكل قوة الهدف الثاني عند الدقيقة “31”.

بعدها هدأت ألعاب الوحدات قليلا واطمئن للنتيجة ومال أداءه للاستعراض نوعا ما وهو واقع لم يعجب المدير الفني جمال محمود الذي طالب لاعبيه بضرورة تسجيل مزيد من الأهداف فكان له ما أراد، لأن نجمه السوري فهد يوسف حصل على ركلة جزاء بعد إعثاره من الحارس الخلايلة لينفذها ثلجي مباشرة في الشباك مسجلا الهدف الثالث عند الدقيقة “46”.

هدف عقباوي

لم تحمل الفترة الثانية أي جديد يذكر، باستثناء استغلالها من قبل الأجهزة الفنية بإجراء التبديلات طلبا للتعزيز والتقليص، فشاهدنا مجد عنانزة يظهر بدلا من أحمد أبو جادو، ومحمود زعتؤة بدلا من حسن عبد الفتاح، وبين التبديلات ظهرت خطورة العقبة عبر تسديدتي ربيع البريمي وأحمد العرسان وكلاهما وجدت تعاملا خبيرا من الحارس عامر شفيع.

بعدها وجد الوحدات الفرصة مناسبة للتقدم أكثر، ذلك أن ألعابه أصابها الغرور والتعالي نوعا ما نظرا لضمان النتيجة، فكسر مرجان القاعدة بتسديدة سيطر عليها الخلايلة، قبل أن يدخل الدميري عوضا عن عبدالله ذيب ويعود أحمد الياس لمركزه المفضل جنبا إلى جنب مع رجائي عايد ويتقدم سعيد مرجان ليلعب خلف المهاجم الوحيد محمود زعترة.

فرص بـ”الجملة” ضاعت من الوحدات لتعزيز تقدمه أولها من رأسية يزن ثلجي التي ارتدت من العارضة، قبل أن يسدد مرجان كرتين علتا المرمى بقليل.الدقائق الأخيرة شهدت دخول حمزة الدردور بدلا من سعيد مرجان والمحترف الصربي للعقبة فوكس عوضا عن أحمد عرسان، واحتسبت ركلة جزاء للعقبة بعد لمس الباشا للكرة بيده نفذها عدي خضر بنجاح هدف العقبة الوحيد عند الدقيقة “93”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.