الصادق فاميلي*

للعائلات الرياضية في مجال التايكواندو تاريخ حافل، مليء بالإنجازات التي صنعها الأبناء والأباء، في مختلف الميادين والبطولات العالمية والآسيوية والعربية، حتى أصبح الأردن من الدول التي يشار اليها بالبنان في المنافسات العالمية.
وتاريخنا الأردني حافل بأسماء العائلات الرياضية التي قدمت للعبة الكثير، وما زالت تسلم الراية من جيل الى جيل، ونجحت في تربية اولادها وتوجيههم التوجيه السليم، وجعلت منهم نجوما تألقوا في مختلف الميادين، ويفتخر بهم القريب والبعيد، وكي لا ننسى إنجازات هذه العائلات كان لزاما علينا ان نسلط الضوء عليها.
عائلة الصادق.. إرادة وتصميم
يعتبر فؤاد الصادق “الأب الروحي” لعائلة الصادق، ويحمل الحزام الأسود 3 دان، وبدأ اللعب في مركز جبل عمان العام 1979، واستمر حتى بداية التسعينيات، وتوجه بعد ذلك للتدريب في مركز الصادق الذي يحمل اسم العائلة، وتميز فؤاد الصادق بحُسن المعشر ولباقة الحديث، الأمر الذي منحه مكانة متميزة بين أسرة اللعبة، وبين ان ممارسة الرياضة بشكل عام والتايكواندو بشكل خاص، خير وسيلة للتربية لتفريغ طاقات الشباب بصورة إيجابية، ما جعله يوجه كافة أبناءه الى هذه الرياضة.
ويقول فؤاد الصادق إن أفراحه وأحزانه وغضبه ورضاه وسكونه واندفاعه وحبه، موجود في التايكواندو من خلال أفراد أسرته، الذين ما يزالون يواصون العطاء بالعزم والتصميم فوق الحلبات.
وتعتبر العائلة من العائلات المميزة من حيث الأدب والأخلاق والإنجازات، وهاهم الأشقاء الأربعة يعتلون منصات التتويج بكل فخر واعتزاز من بطولة لبطولة، وما يزال 3 من العائلة في صفوف المنتخبات الوطنية وفي المستوى العالي، فهناك اللاعبة الدولية جوليانا الصادق، ولاعب الإعداد الأولمبي أنس الصادق، ولاعبة منتخب الشابات والسيدات جوانا الصادق، وكافة هؤلاء يتميزون بالإخلاص والعطاء والشجاعة.
ويحمل يزن الصادق الحزام الأسود 5 دان، ونال ذهبية العالم للناشئين العام 2008 في تركيا، وواصل مشوار التألق ونال فضية العالم للناشئين بالمكسيك العام 2010، وبنفس العام نال ذهبية التصفيات الأولمبية للشباب في المكسيك، وبرونزية التصفيات الأولمبية الآسيوية في سنغافورة، وبرونزية الألعاب الآسيوية في كازاخستان.
ويسجل للصادق انه أول لاعب في العالم ينال ذهبية وفضية ببطولة العالم للناشئين، وكان يصنف وقتها من أفضل 5 لاعبين في العالم، واعتزل يزن اللعب مبكرا وهو في قمة العطاء العام 2012، وكان يلقب بـ”الاخطبوط” لقدرته على قنص النقاط من خصومه بأساليب متعددة.
بدورها تقول جوليانا الصادق: “شعر والدي بأنني أمتلك موهبة رياضية، ولدي طموحات كبيرة بالوصول الى أبعد مدى، وفعلا ذهبت الى مركز جبل عمان برفقة والدي، وسجلت اسمي ضمن كشوفاته واستمريت في ممارسة هذه الرياضة برفقة شقيقي ورفيق العمر يزن الصادق، وبقيت أمارس اللعبة حتى يومنا هذا”.
وتحمل جوليانا الحزام الأسود 5 دان، وتعتبر الأميز بين قريناتها، وتواصل المشوار على خطى ندين دواني ودانا حيدر من أجل الوصول للأولمبياد المقبل، وتقدمت في التصنيف الدولي حتى نالت المرتبة العاشرة العام الماضي، بدأت اللعب العام 2001، وعمرها 8 سنوات، ولعبت للمنتخب الوطني للناشئات مع بداية العام 2008، ومن ثم منتخب السيدات العام 2012، ونالت ذهبية دورة الألعاب الآسيوية العام 2018، وفضية آسيا العام 2018 في فيتنام، وبرونزية الجائزة الكبرى في موسكو 2018، وبرونزية الجائزة الكبرى في بلغاريا 2019، وذهبية الحسن الدولية 2020 في عمان.
ويحمل أنس الصادق الحزام الأسود 3 دان، نال برونزية آسيا للناشئين في تايوان العام 2015، وبرونزية آسيا للرجال في الفلبين العام 2016، وذهبية كأس الرئيس في إيران العام 2019، وذهبية الحسن الدولية 2020، وشارك في منافسات الجولة الثانية لبطولة الجائزة الكبرى، في تشيبا اليابانية العام الماضي.
وتحمل جوانا الصادق الحزام الأسود 2 دان، ولعبت بمنتخب الناشئات منذ العام 2018، ونالت ذهبية الحسن 2019، وبرونزية ايران الدولية 2019، وبرونزية الحسن 2020، وهي تسير على خطى شقيقتها جوليانا الصادق وتعتبرها مثلها الأعلى، نظرا لتوجيهاتها لها من خلال خبرتها الكبيرة في ميادين اللعبة.
قاضية بـ 14 ثانية
يقول يزن الصادق: لن أنسى تلك المباراة في حياتي، حينما لعبت في التصفيات الأولمبية أمام اللاعب الأطول والبالغ طوله نحو مترين وهو لاعب كوبي الجنسية، ووقفت لمواجهة هذا اللاعب وكان فارق الطول بيننا شاسعا، وأغلب المتابعين كان يتوقع ان اودع البطولة كون القرعة وضعتني في مواجهة لاعب يصعب اقتناص النقاط منه، وفعلا في تلك المباراة التي ستبقى في الذاكرة والخاطرة كنت متأخرا بنتيجة 4-9، ولم يتبق على انتهاء الجولة الثالثة والأخيرة سوى 14 ثانية، وفجأة وبلمح البصر نفذت حركة بمنتهى السرعة والقوة وأصبت رأس اللاعب الكوبي وطرحته أرضا معلنا عن فوزي بالضربة القاضية ليكن الفوز الثمين الذي مهد لي لكي أصعد منصة التتويج متوشحا بالميدالية الذهبية.
مواقف وذكريات جوليانا
تقول جوليانا الصادق أنها شاركت في التصفيات الأولمبية، وبطولة العالم التي اقيمت في المكسيك، وكنت أصغر لاعبة في الاستحقاقين وقدمت مستوى مميزا جعلني أكتسب الخبرة اللازمة حتى تلامس طموحي في البطولات المقبلة، وشاركت بالعديد من البطولات المحلية، وحصلت على ميداليات ذهبية وفضية قبل ان اتعرض لاصابة بليغة في ركبتي اليمنى جعلتني ابتعد عن هذه الرياضة أربع سنوات قبل ان يدق بقلبي الحنين الى اللعبة والتي عدت لها في موسم العام 2008.
وتضيف: بدأت بنيل الميداليات ومنها فضية بطولة العرب بالاسكندرية، وذهبية بطولة غرب آسيا في عمان وبرونزية الأولمبياد التجريبي في كوريا الجنوبية، وذهبية بطولة اسكندريات العالم 2010، وشاركت بالتصفيات الأولمبية وبطولة العالم وقدمت أداء مميزا، ولم يحالفني الحظ بالتتويج بأية ميدالية، لكنني اعتبر مشاركتي في هذين الاستحقاقين هما الاهم بحياتي، كوني نهلت منهما الخبرة التي منحتني الثقة بالوصول الى وطموحاتي في المستقبل والتي تحققت فعلا.
وفي العام 2017 كنا نستعد للمشاركة في بطولة التضامن الإسلامي في أذربيجان، وتفاجأت بأنني خارج تشكيلة المنتخب المشارك، ولا أعرف السبب علما بأنني من أميز اللاعبات، وفي تلك اللحظة إتخذت قرار الابتعاد نهائيا عن اللعب، لكن تدخل أمين عام اللجنة الأولمبية ناصر المجالي وتم إضافتي للوفد، وحصلت على الميدالية البرونزية في البطولة.
وبعد العودة تغيبت عن التدريبات اكثر من 6 أشهر، وكان القرار الاعتزال وتوجهت للتدريب فعلا، لكن بعد تسلم المدرب فارس العساف تدريب المنتخب طلب مني العودة، وكان أول انجاز الفوز بذهبية الألعاب الآسيوية.الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.