النشامى يحرزون أول فوز آسيوي في أول مباراة إفتتاحية

أحدث منتخب الاردن الهزة الأولى في نهائيات كأس آسيا ٢٠١٩ عندما باغت فريق “النشامى” نظيره الأسترالي “حامل اللقب” وهزمه بهدف نظيف في المباراة المثيرة التي جرت على ملعب هزاع بن زايد في مدينة العين لحساب افتتاح الجولة الأولى من المجموعة الثانية.

نجح الأردنيون في “ضرب” منافسيهم من إحدى نقاط القوة التي عادة ما تمتعوا ونجحوا بها، الكرات العرضية والمواقف الثابتة، فقد ارتقى قلب الدفاع الأردني الصلب أنس بني ياسين بين الجميع وارتقى للكرة التي لعبت من المنطقة الركنية ليسددها بثقة بالرأس لتسكن في الزاوية المستحيلة على الحارس البارع مات راين.

اهتزت الشباك مع الدقيقة 26 وبالتأكيد كانت تلك اللحظة مفصلية في تحديد مسار المباراة، حيث تأكد الأردنيون من جديد أنهم قادرين على هزم منافسيهم للمرة الثالثة بعد أن سبق وفعلوها مرتين من قبل لكن في العاصمة عمّان، حيث حافظ الفريق المكون من جيل جديد شاب يساعده بعض من عناصر الخبرة، حافظ على تفوقه طيلة أكثر من 70 دقيقة بما فيها الوقت المبدد من عمر اللقاء ككل.

ومع اكتمال المهمة انفرجت أسارير الجماهير الأردنية الغفيرة واندفعت دكة البدلاء وعناصر الجهاز التدريبي إلى أرض الملعب من أجل تهنئة اللاعبين، ولكن بالتأكيد فقد نال اثنان الثناء الأكبر، مسجل الهدف الوحيد أنس بني ياسين والحارس العملاق عامر شفيع، فقد كانا أحد أهم أسباب هذا الفوز الأردني الكبير.

بعد لفة الشرف والتحية لكافة الجماهير، عاد اللاعبون إلى غرف الملابس لتتعالى الأصوات بالأهازيج الأردنية التي تتغنى بالرجولة والروح القتالية وهو تماما ما يعبر عن الحالة التي عاشها اللاعبون في أرض الملعب، حيث فازوا بهذه الطريقة قبل أن يتقنوا فنون اللعب التكتيكي المنظم الذي رسمه المدرب البلجيكي فيتال.
هدفي الأغلى

بعد أن هدأت الأمور قليلا واستعاد الفريق الفائز هدوءه النسبي قبل أن يستكمل حلقة الفرح في الفندق، خرج اللاعبون في المنطقة المختلطة والابتسامة تعلو محياهم بعكس منافسيهم الذين ظهروا وكأنهم غير مصدقين أنهم خسروا في مستهل المشوار للدفاع عن اللقب، في مقدمة اللاعبين كان المدافع الخبير أنس بني ياسين مسجل هدف الفوز ورجل المباراة، توقف عند ميكرفون FIFA.com من أجلى الإدلاء بتصريحاته حول المباراة، ابتسم أولا وبدأ “بالتأكيد هذا ربما الهدف الأغلى في مسيرتي، لقد حققنا به الكثير من الأمور التي كنا نريدها اليوم.. جلب الفوز لنا، جعلنا بوضعية جيدة منذ الجولة الأولى من أجل التأهل، زاد من ثقة اللاعبين حيث كنا نريد أن نزيل تلك الشكوك التي دارت حولنا قبل الوصول للبطولة، وبالنسبة لي هو بمثابة “هدية” للمدرب فيتال الذي آمن بقدراتي ومنحني الفرصة للتواجد مع الفريق واللعب أساسيا رغم الإصابة التي كنت أعاني منها من قبل وقلة مشاركاتي في الدوري المحلي”.

وواصل بني ياسين “في كل مرة أرتدي قميص المنتخب الوطني لا أتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل رفع شأن العلم الأردني، فهذا شرف ما بعده شرف ليس لي بل لكل الزملاء أيضا، لذلك تجدنا في البطولات الرسمية نستحضر الروح القتالية التي تميز “النشامى” دوما لقد فعلتها أجيال سابقة في الصين 2004 ومن ثم قطر 2011، والآن نريد أن نسير على هذه الخطى في الإمارات 2015″.

مضيفا حول أجواء اللقاء “كانت مباراة صعبة بالتاكيد ولكننا دخلنا المباراة بعد أن ذاكرنا الأوراق الهجومية للأستراليين وأعتقد اننا نجحنا في حرمانهم من تحقيق الخطورة لفترات طويلة في اللقاء”. (قام أنس لوحده بقطع 15 كرة في المناطق الدفاعية للأردن).. وأكد أنس الذي سبق وأن خاض النسخة الماضية في استراليا “نعم كنا تحت الضغط وهذا جعلنا نقاتل من اجل الفوز واثبات اننا فريق يستحق الاحترام، سنعتبر هذه المباراة بمثابة إعلان رسمي بأن منتخب النشامى قادر على المنافسة وأنه سيكون الرقم الصعب فيها”.
تحدي كبير

وسرعان ما ظهر قائد الفريق الأردني عامر شفيع، أحد أكثر اللاعبين خبرة بحكم أنه خاض جميع المشاركات الثلاث والمباريات الـ11 التي لعبها المنتخب في تاريخ البطولة، وكعادته كان الحارس العملاق الملقب ب،”حوت آسيا” عند حسن الظن به إثر تصدياته العديدة وقيادته الناجحة لخط الدفاع طيلة وقت اللعب، ورغم خبرته الكبيرة لكن شفيع أول من ذرفت دموعه وكان الوحيد الذي حمل على أعناق الزملاء في خضم الاحتفالات بالفوز.

توقف عامر وبدأ بالحديث عن مشاعره المختلطة في المباراة ” كنا ندرك أنها مباراة صعبة فهي أمام حامل اللقب وتاتي في الافتتاح واعتقد ان الجميع لم يكن يأمل بأن نحقق النتيجة المطلوبة، وللحقيقة هذا زاد من الضغط الملقى على عاتقي. دخلت المباراة حاملا كل هذه الاعباء خصوصا وأنني مع كل تصدي وحرمان المنافس من هز الشباك كانت ترتفع درجة التحدي لختم المباراة بشباك نظيفة. بعد لحظة الصافرة ونجاحنا في المهمة لم أتمالك نفسي فانهمرت دموع الفرح التي أزالت عن كاهلي الكثير من الضغوط”.

وأضاف الحارس الأمين “تعاهدنا على تقديم الأداء الرجولي في الملعب وأعتقد أن الجميع اليوم نفذ ما كان مطلوبا ومنه وأكثر، بالهمة الأردنية والروح القتالية نجحنا في تحقيق الانتصار الذي سيدفعنا بشكل كبير نحو التاهل للدور الثاني. الآن سنصب تركيزنا على مواجهة سوريا وأنا متاكد أننا سنقوم بأداء أفضل ونأمل أن نواصل بث روح الفرح للشعب الأردني الذي ينتظر منا الكثير الآن ويساندنا دوما سواء من المنزل أو من المدرجات ولعلنا نرى المزيد من الجماهير المقية هنا في المباراة الثانية.. الجمهور سلاح مهم لنا”.

مع نهاية الجولة الأولى تصدر منتخب النشامى الترتيب بثلاث نقاط ويتبعه سوريا وفلسطين بنقطة إثر تعادلهما بينما الأسترالي متراجع للمركز الأخير، ولذلك ترى الأردن قد اجتاز العقبة الأصعب ليس لانه تجاوز “البطل” بل لأنه قلب كل التوقعات وبات مؤمنا بحظوظه ومستعيدا كامل تركيزه من أجل مواجهة مقبلة أمام سوريا تعتبر الدربي البارز لمنطقة بلاد الشام.
نقلا عن الموقع الرسمي للاتحاد الدولي فيفا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.