هاني المعاني*

لم يكن وصول هاني المعاني إلى درجة الخبير في لعبة كرة الطاولة سهلا، فقد نجح أبو الليث بالوصول إلى هذا المستوى بعد مشوار طويل وكفاح كبير، بدأه منذ كان لاعبا في المدارس ونجح خلاله في تدوين اسمه بطلا بلا منازع في البطولات المدرسية، ما جعله تحت أنظار المدربين والمدرسين آنذاك، فمن كلية الحسين أخذه الراحل الأستاذ نظمي السعيد إلى النادي الأهلي في العام 1965، قبل أن يتجه إلى النادي الأولمبي في العام 1967، والذي بقي فيه حتى العام 1976، الذي شهد انضمامه إلى صفوف النادي الأرثوذكسي.
في تلك الفترات التي كانت “فترات ذهبية” بالنسبة اليه، ونظرا لما قدمه من مستويات لافتة ومراكز متقدمة، وقع عليه الاختيار للانضمام لصفوف المنتخب الوطني في العام 1967، رغم صغر سنه، وما يحتويه المنتخب الوطني من نجوم بارعين وعلى مستوى عال، ولشغفه بـ “العلم” اختار المعاني العاصمة بيروت للإقامة فيها من أجل الدراسة في جامعة بيروت العربية.
وتشير السيرة الذاتية لصاحب الخلق الرفيع، وصاحب الخبرات الكبيرة في لعبة كرة الطاولة، إلى أن أبو الليث، يحتفظ بمشاركات واسعة في البطولات العربية والدولية، وكان فيها بحق من أفضل وأميز اللاعبين خلقا واداء، حيث شارك في البطولة العربية الخامسة التي اقيمت في المغرب في العام 1976، وفي البطولة العربية السادسة التي جرت في ليبيا في العام 1978، كما شارك في بطولة العالم التي أقيمت في كورية الجنوبية في العام 1979، تبعه المشاركة في بطولة العالم في يوغسلافيا في العام 1981، قبل أن تكون بطولة العالم في اليابان في العام 1983، المحطة الأخيرة له، ليقرر بعدها الاعتزال ومغادرة معشوقته كلاعب.
واتجه أبو الليث إلى العمل الإداري فجاء في تشكيلة الاتحاد امينا للسر في العام 1986، حيث كان يرأس الاتحاد في ذلك الوقت الراحل حمزة الشنقيطي، حيث تعتبر هذه الفترة التي قضاها المعاني في الاتحاد والتي امتدت حتى العام 1993، الفترة الذهبية لكرة الطاولة الأردنية، والتي شهدت تتويج الكم الكبير من لاعبي المنتخبات الوطنية بالقاب البطولات العربية.
في العام 1996، وجد “أبو الليث” نفسه مضطرا لمغادرة الأردن والتوجه صوب العاصمة القطرية الدوحة، حيث عمل هناك لفترة طويلة كان فيها سكرتيرا تنفيذيا وخبيرا فنيا، وتمكن من خلال خبراته المتراكمة من نقل كرة الطاولة القطرية الى المستويات المتقدمة، خصوصا في مجال تنظيم البطولات والتي وصلت إلى البطولات العالمية التي تقام في الدوحة حتى يومنا هذا.
وللشهادة .. خلال إحدى زيارات (كاتب السطور) إلى الدوحة، قال له رئيس الاتحاد القطري ورئيس الاتحاد العربي ونائب رئيس الاتحادين الدولي والآسيوي خليل المهندي، (أن ابو الليث عمل بقمة العطاء والإخلاص في الاتحاد القطري، وهو بحق مفخرة لكم، ونحن نعد له تكريما خاصا يليق به وبما قدمه من خدمات طيلة عمله في الدوحة)، وفعلا لم يقصر المهندي في اقامة حفل تكريمي يليق بهذه الشخصية والقامة الرياضية المحبوبة، حيث توج في ليلة كبيرة حضرها زعماء الطاولة في العالم وآسيا وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي آنذاك أدهم شرارة.
“ابو الليث” والذي يحمل درجة البكالوريوس في الهندسة، يحمل ايضا خبرات واسعة في العمل الإداري وخصوصا في مجال تنظيم البطولات، وهو يعد من خبراء اللعبة على مستوى العالم، وشغل في العديد من اللجان سواء في الاتحادات الدولية والعربية.–الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.