سليم حمدان **
كتب:ابو اليزيد غيث
كُثرٌ من خدموا نادي الوحدات عبر تاريخه الطويل والمشرف وجاحد من ينكر تضحياتهم الكبيرة على حساب أسرهم وأعمالهم ،،، ولكن ، مع كامل احترامنا وتقديرنا لهم جميعا ، لم يكن احد يباري الراحل الكبير في حبه وانتمائه لنادي الوحدات والمخيم ،،، فوحده من كان نادي الوحدات بيته الأول بكل ما تحمل العبارة من معنى ، ولاعبو النادي وإداريوه هم من كانوا أخوانه وأبناءه بل هم أسرته الكبيرة الممتدة لعقود ،،، حمل الهم الوحداتي بقلبه وعقله وبكافة جوارحه ، فسطر بقلمه أروع الكلمات وأقواها دفاعا عن كيان نادي الوحدات وعظمته وحقه في أن يكون نجما في سماء كانت تنتظر أن تتزين به ،،، أمضى حياته زاهدا في كل شيء من أجل الوحدات ودفع ثمنا كبيرا لإصراره على الانحياز للحق الوحداتي ، فخسر وظيفته في أكثر من جريدة ومجلة بل تم ايقافه عن الكتابة لثلاث سنوات من قبل وزارة الإعلام لأنه كتب معبرا عن الظلم الذي حاق بالوحدات منتصف الثمانينيات يوم أن تم اغلاق النادي وتغيير اسمه الى نادي ” الضفتين ” لاحقا ،،، دوّن بقلمه الصادق كل صغيرة وكبيرة متعلقة بنادي الوحدات بشكل خاص وبالكرتين الأردنية العربية بشكل عام وذلك عبر قصاصات صغيرة واحتفظ في غرفته المتواضعة بالالاف من أوراق الصحف العربية والمحلية وكل ذلك من أجل أن يؤرشف أهم أحداث كرة القدم هنا وهناك ،،، وبالتالي لا غرابة أن أطلق عليه الكثيرون لقب ” حامي الذاكرة الوحداتية ” و” شيخ المؤرشفين الرياضيين في الأردن ” بل استحق لقب ” عميد المؤرخين الرياضيين العرب ” وهو الذي أمضى قرابة خمسة عقود يؤرخ ويؤرشف لأي كرة قدم لعبت محليا وعربيا ودوليا وليتم تكريمه إثر ذلك عربيا على اعلى المستويات في حين تم التنكر له من قبل بعض الهيئات الاعلامية الرياضية المحلية في مفارقة واضحة وفاضحة ( وهو ما سأوضحه في الجزء الثاني مع الاستشهاد بقصة وفاء خاصة بالراحل ) ،،
ذلك هو الأب الروحي لنادي الوحدات المرحوم ” سليم حمدان ” المولود في قرية ” دير غسانة ” قضاء رام الله وذلك في عام النكبة وتحديدا بتاريخ ١٩٤٨/١١/٩ لعائلة هجرت أصلا من قرية كفرعانة / قضاء يافا ،،، وقد تسبب خطأ طبي بتعرض المرحوم لشلل في أطرافه في بداية حياته ولكن رحمة الله قضت أن يستعيد الكثير من قدراته ويمارس حياته بشكل طبيعي بعد شفائه من الشلل الذي لازمه لثلاث سنوات ،،، فتلقى علومه في مختلف المراحل الدراسية في مخيم بلاطه بعد رحيل أسرته اليه وكان خلال المراحل التعليمية الثلاث طالبا في غاية الذكاء وصاحب ميول واضحة في الرياضة والكتابة ،،، ثم ذهب للقاهرة في رحلة دراسية وعلاجية تحصل خلالها على دبلوم صحافة واعلام ، أتبعه لاحقا ببكالوريوس جغرافيا من جامعة بيروت العربية ،،،
ومما سمعناه و قرأناه من ذكريات نقلت على لسان الراحل سليم حمدان هنا وهناك أنه تعرف على الوحدات من خلال الزيارات التي كان يقوم بها مركز شباب مخيم الوحدات ممثلا بفريق كرة القدم إلى الضفة الغربية لمقابلة المراكز الأخرى في المخيمات الفلسطينية المشاركة في دوري المراكز الذي كان يقام على مستوى الضفتين كون الضفة الغربية كانت تابعة للأردن في الفترة ما بين ١٩٤٨ و ١٩٦٧ ( مع التنويه بأنه لم يكن متاحا لمراكز الشباب تلك ، ومنها الوحدات ، المشاركة في الدوري الأردني انذاك لأنها كانت تابع لوكالة الغوث ) ،،، وحدث أن تلقى المرحوم دعوة من صديق له لزيارة مخيم ونادي الوحدات فتعلق حمدان بالنادي أكثر ، وبعدما حدثت نكسة ١٩٦٧ لجأ حمدان هذه المرة إلى مخيم الوحدات وسكن في غرفة صغيرة باتت لاحقا أحد معالم المخيم ومحجا للعديد من الصحفيين الباحثين عن معلومة رياضية يجهلونها أو الوحداتيين الراغبين في تقليب صفحات التاريخ الوحداتي وبخاصة أن تلك الغرفة المتواضعة تختزن بين جدرانها أدق التفاصيل المتعلقة بتاريخ نادي الوحدات وما عايشه النادي من ذكريات سعيدة وأليمة ،،،
وما أن سكن مخيم الوحدات حتى بدأ بكتابة قصة ولا أروع في تاريخ المخيم والنادي كإداري وإعلامي على حد سواء ،،، فسرعان ما زج بنفسه بين شباب النادي مشاركا اياهم مختلف النشاطات التي كانوا يمارسونها وتقرب أكثر من الإداريين ليدخل معمعة كرة القدم في النادي وليساهم معهم في رسم أولى خطوات النجومية حيث الصعود من الدرجة الثانية ( التي صنف الوحدات فيها بعد السماح لمراكز المخيمات بالمشاركة في الدوري الأردني ) الى دوري الدرجة الأولى لأول مرة وذلك في منتصف السبعينيات ،،، ولكن الفريق لم يكتب له الثبات في أول مواسمه في الأضواء وذلك لتقدم بعض اللاعبين في السن وتواضع مستوى البعض الاخر وعجزهم عن مجاراة نجوم الأندية البارزة في تلك الحقبة كالفيصلي والأهلي والجزيرة ،،، وهنا تعاون الراحل ” أبو السلم ” مع المرحوم الكابتن عزت حمزة وبعض الإداريين واللاعبين أصحاب النظرة المستقبلية كالمرحوم جلال قنديل وخالد سليم من أجل تحقيق هدفين أولهما العودة الى الدرجة الأولى ومن ثم المنافسة على اللقب ،،، وهذا ما حدث بالضبط حيث عاد الفريق الى الدرجة الأولى موسم ١٩٧٨ مباشرة وتم إعادة هيكلة الفريق بحيث اعتزل بعض اللاعبين وتم تحرير البعض الاخر ،،، ومقابل ذلك تم الاعتماد على اللاعبين الشباب في النادي أمثال وليد قنديل ونادر زعتر ووليد خاص وبكر جمعة وخالد ذيب وجلهم كانوا دون السابعة عشرة من أعمارهم ، فتم الزج بهم الى جانب الكباتن اصحاب المستوى المميز أمثال جلال قنديل وخالد سليم وعمر سلامة وماجد البسيوني وسعى سليم حمدان ورفاقه لتقوية عود الفريق بأن بذلوا قصارى جهدهم لجلب لاعبين من سوريا وفلسطين والكويت فتم احضار الكابتن باسم تيم ومظفر جرار ومصطفى ايوب وغسان جمعة وهكذا تم ، بجهود كبيرة من الراحل سليم حمدان ومن معه تشكيل فريق دخل موسم ١٩٨٠ بنية الحصول على مركز متوسط في الدوري إلا أن ذاك الفريق ومن خلفه حشود جماهيرية مرعبة استطاعوا جميعا خطف اللقب الحلم وهو أول بطولة دوري للمارد الأخضر
الجزء الثاني ؛ ( تكريم عربي وجحود محلي )
ومن يريد التعرف أكثر على دور الراحل سليم حمدان في النادي ومع فريق كرة القدم تحديدا يمكنه العودة لعشرات بل مئات المقابلات الصحفية والتلفزيونية التي أجريت مع لاعبينا ومدربينا وإداريينا في العقود الأربعة الأخيرة ، فسيلحظ عندها أن شخصا واحدا عليه اجماع من قبل الغالبية العظمى لمن عملوا في النادي او ارتدوا قميصه ، ذلك الشخص هو المرحوم سليم حمدان ،،، فهو من عمل كإداري مع العديد من الأخوة ونال حبهم جميعا لتفانيه في عمله وهو الذي شغل اواخر السبعينيات منصب ” مراقب المركز ” أي بمثابة رئيس النادي انذاك ثم عاد وأصبح مدير الفريق فقط ،،، وأما مكانته عند اللاعبين فلا يجاريها أحد لأن سليم حمدان هو من سعى لجلب غالبيتهم للنادي ولطالما أنصفهم بقلمه ودافع عن حقوقهم في كافة المجالات ، فاستحق منهم لقب” الأب ” لأنه دائما ما يعاملهم كأبنائه حيث لا أبناء له سواهم ،،،
ورغم عشقه بل هوسه بمخيم الوحدات والنادي فقد عمل على تقديم خدماته في العديد من الصحف والمجلات الرياضية منها على سبيل المثال لا الحصر جريدة الدستور وعالم الرياضة والميدان والملاعب ولكن لصعوبة الكتابة في تلك الصحف والمجلات بحرية عن الشأن الوحداتي والدفاع عن حقوق النادي في وجه المتربصين به من العاملين في الصحف الأخرى ، فإن الراحل سليم حمدان بذل ما بوسعه لإصدار جريدة خاصة بنادي الوحدات ، فتلقى بداية ردودا سلبية بل ومعاملة قاسية قبل أن يتحقق حلمه بنيل الترخيص وإصدار أول عدد من جريدة الوحدات عام ١٩٩٦ ، وهنا اخذ الراحل كامل الحرية للدفاع عن الحق الوحداتي وسرد وأرشفة تاريخ النادي الذي كان يختزنه في ذاكرته وعبر مخزونه الورقي الكبير ،، وباتت جريدة الوحدات محط انتظار جماهير النادي مع صبيحة كل يوم ثلاثاء لمتابعة اخر ابداعات الراحل من ذكريات و دفاع عن الحق الوحداتي وتبيان لدهاليز المتربصين بالنادي فضلا عن التقارير الرائعة والمنوعة التي كان يسطرها تلامذة حمدان المميزون ، ولطالما ظلت الصفحة قبل الأخيرة في الجريدة والمخصصة للراحل هي أول ما نبحث عنه كقراء نعشق الوحدات وننتظر بشغف من ينصفه و يدافع عنه ،،، وظلت تلك الجريدة صامدة منذ أكثر من ربع قرن وحتى اللحظة رغم إغلاق العديد من الصحف والمجلات الرياضية وغير الرياضية ولتثبت أن من وقف خلف تأسيسها وتطويرها رقم صعب في الاعلام الرياضي المحلي والعربي ويستحق التقدير منا جميعا ،،،
ونظرا لقدرات سليم حمدان الصحفية وما يختزنه من أرشيف لأهم البطولات العربية والقارية فقد تلقى الراحل عام ١٩٩٢ دعوة من قبل الأمير الراحل فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم وذلك للمساعدة في توثيق البطولات العربية والقارية وكانت تلك الدعوة على هامش قرب استضافة المملكة لبطولة هامة أظنها بطولة القارات انذاك ،،، فلبى سليم حمدان الدعوة والطريف أن سمو الأمير فيصل ، رحمه الله ، هو من استقبله في المطار بنفسه ومعه ابنه الأمير نواف ( الذي سيتولى لاحقا منصب والده ) ،،، واستمرت استضافة سليم حمدان لفترة لا بأس بها نقل لهم خلالها الكثير من المعلومات التي كانوا يجهلونها وتحصل الراحل إثر ذلك على وسام من الاتحاد العربي بل ظل الأخير وفيا للراحل حمدان حيث كرمه لاحقا أكثر من مرة ،،، وفي الأسطر التالية سأترككم مع كلمات سردها الأستاذ عثمان السعد في حفل تكريم سليم حمدان والذي أقيم قبل وفاته بعام وبين فيها السعد سبب قدومه من الدوحة لعمان خصيصا من أجل تكريم سليم حمدان في لفتة وفاء ولا أروع :
((” الأمين العام لاتحاد اللجان الاولمبية السيد عثمان السعد القى كلمة بهذه المناسبة رحب بها بالحضور الكريم معربا عن سعادته لتواجده في الاردن ومؤكدا ان له ذكريات كثيرة في هذا البلد الطيب ليسرد بعدها قصة هذا التكريم لشخصية ابدعت في عالم الاعلام الرياضي موضحا انه كان يتابع مع الامير نواف بن فيصل بعض الملفات الرياضية العربية وكان بين الملفات صورة لفتت انتباه الامير نواف حيث كانت تجمع صورة الامير فيصل بن فهد رحمه الله والسيد سليم حمدان وعندها سأله الامير نواف عن قصة الصورة وعن الشخص الذي في الصورة , ومن الاجابة كان الامير نواف يسأل هل تم تكريم الاستاذ سليم حمدان في حفل تكريم الاعلامين والذي جرى على هامش الدورة العربية , فكانت الاجابة ان الاستاذ سليم حمدان تم تكريمه سابقا وانه في كل دورة يتم اختيار اعلامي جديد من كل دولة , ومع ذلك كان الامير نواف مصرا على ان يتم تكريم الاستاذ سليم حمدان في حفل خاص وفي بلده في عمان وهذا ما حدث هذا اليوم في نوع من الوفاء لوالده سمو الامير فيصل ولاعلامي عربي متميز كالاستاذ سليم حمدان.” ))
أي أن الراحل سليم حمدان كرم مرارا من قبل الاتحاد العربي لكرة القدم و الاتحاد العربي للصحافة الرياضية واتحاد اللجان الأولمبية العربية ، وكل هذا التكريم يحسب للإعلام الرياضي الأردني قبل ان يحسب لحمدان نفسه ،،، وفي المقابل فإنه لم يلق ذلك الاحترام والتقدير على المستوى المحلي بل وصل الأمر إلى رفض منحه عضوية الهيئة العامة للاتحاد الأردني للاعلام الرياضي لكونه ممثلا لصحيفة نادوية متناسين أن تلك العضوية كانت تمنح لكل من هب ، فلماذا يحرم منها ، ولو من باب التقدير ، سليم حمدان الذي شغل لسنوات منصب أمين سر اتحاد كرة القدم مثلما كان يشكل مرجعا وداعما للغالبية العظمى من الاعلاميين الرياضيين في الاردن وبعض الدول العربية ،،، بكل أسف لم يتفطنوا لانصافه يوما الا من بضع أسطر كتبوها بعد أن داهمه المرض وغادر الدنيا الى مثواه الأخير فسارع بعضهم حينها للمشاركة في وداعه الأخير وحضور حفل تأبينه متناسين أن من حق المرحوم على الهيئات الرسمية والرياضية أن تكرمه في حياته بأعلى الأوسمة وليس ببطاقة عضوية لهيئة اعلامية فحسب ، وذلك ليس لأنه تحدى الإعاقة وأبدع ، بل لأنه حفظ تاريخ الأردن كرويا بكافة تفاصيله وشرفه كثيرا لدى الهيئات الاعلامية الرياضية العربية ودليل ذلك ما ناله من تكريم مميز من قبلهم ،،، ويكفي أن الراحل احتفظ بصورة الملك حسين ، رحمه الله ، وهو جالس على مدرجات ستاد ويمبلي يتابع إحدى مباريات كأس العالم ١٩٦٦ وهي صورة قد لا تعلم بها ولا تحتفظ بمثلها وزارة الاعلام أو اتحاد الكرة أو أي جهة أخرى ،،،
قبل مرضه الأخير كان الراحل قد تعرض للعديد من المشاكل الصحية ،،، فبعد ان شافاه الله من الشلل الذي أصيب به في طفولته عاش اكثر من عقدين واقفا على قدميه ثم أصيب بضمور في العضلات وعاد حبيسا للكرسي المتحرك في عام ١٩٨٢ ،،، وهنا بدأت معاناته الحقيقية في التنقل ومزاولة نشاطه اليومي ووحدها شقيقته من وقفت الى جانبه حيث رفضت الزواج وكرست حياتها له في لمسة تضحية لا تنسى ،،، وفي عام ٢٠٠٤ فقد الراحل القدرة على النظر بنسبة كبيرة فذهب الى طبيب العيون ليخبره الأخير بأن هنالك ماء ازرق في عينه وهنا قال حمدان متعجبا ” ماذا تقول يا دكتور ” فطمأنه الطبيب بأنه بحتاج الى عملية بنسبة نجاح عالية إلا أن الراحل أصر على أن لون الماء في عينيه أخضر قائلا ” لا يمكن لأي لون غير الأخضر أن يدخل جسمي ” وتمنى على الطبيب أن يكون جوابه لمن يسأل عن صحته هو وجود ماء أخضر في عينيه وهكذا كان وتمت العملية بنجاح واستعاد حمدان قدرته البصرية بنسبة كبيرة ،،، وفي عام ٢٠٠٨ تعرض إلى نكسة صحية أخرى اضطر على اثرها الى اجراء فحوصات ، وقد ثبت حاجته الى اجراء عملية وعندها أراد الراحل أن يتأكد من أهميته ومعزته لدى أعضاء مجلس الادارة فأخبرهم بحاجته الى اجراء عملية ،،، وكانت المفاجأة أن مجلس الإدارة أصدر قرارا يقضي بمخاطبة الأمير رعد رئيس اتحاد المعاقين لاجراء العملية بالمجان ،،،، وهنا جن جنون الراحل وقال ” لو كنت أريد اجراء العملية بالمجان لخاطبت الأمير بشكل مباشر ودون وساطة منكم ،،، ثم تعرض عام ٢٠١١ الى جلطة قلبية رافقها قصور في عمل الكلى ليدخل مستشفى البشير على اثرها ومن ثم تم نقله الى مستسفى الاسراء على حساب صندوق النادي بعد ضغط من الجماهير وليواصل معاناته مع المرض إلى أن توفاه الله بتاربخ ٢٠١٢/١٠/٢٥ تاركا خلفه إرثا كبيرا يصعب حمله وليفقد الأردن والعالم العربي أحد أهم الإعلاميين الرياضيين العرب وليودع نادي الوحدات أحد أهم رموز النادي منذ تأسيسه بل هو أبرزهم من وجهة نظري المتواضعة ،،، وقد رحل حمدان الى دار الحق وهو غير راض عن مجالس الإدارة المتعاقبة لأنه كان يطمح بأن يتم معاملته بشكل أفضل ،،،
وفي النهاية نقول رحم الله ” سنديانة المخيم ” و ” حامي الذاكرة الوحداتية ” والذي صعق الشارع الوحداتي أكثر من مرة أولها عندما تملك منه الشلل في شبابه وأجلسه حبيس الكرسي المتحرك بداية الثمانينيات مرورا بالجلطة التي تعرض لها وخارت معها قواه وجعلته مكبلا في سريره يصارع المرض لأشهر واخرها عندما فاضت روحه الى بارئها وهو الخبر الذي نزل على قلوب محبيه كالصاعقة ،،، وما نتمناه أن تكفر مجالس الإدارة عن تقصيرها مع الراحل بحيث تساعد شقيقته التي رحل عنها شقيقها دون أن يترك لها شيئا وبخاصة أنه لم يكن مشتركا في الضمان الاجتماعي وبالتالي لا تقاعد له ،،، فالخدمات التي قدمها الراحل للوحدات طوال خمسة عقود تفرض على إدارة النادي الإلتفات لشقيقته التي لطالما وقفت الى جانبه في محنته ولسنوات طويلة ،،، فلا يكفي تكريم الراحل معنويا من خلال اطلاق اسمه على صالة النادي في غمدان بل لا بد وأن يكرم في مماته من خلال مد يد العون لمن كانت ترعاه وباتت بلا معيل ،،،